أين أنت أيها الفرح
ماذا أصنع بمشاعر الفرح التي خصصت لها مجموعتي الشعرية التي تحمل هذا العنوان :
” ديوان الفرح ” ؟
جلست مثلاً وحدي قبل أيام في الليل أراقب من شرفتي إكتمال القمر بدراً وسط النجوم و الكواكب التي كانت تبدو و هي محيطة به كأنها تحتفل بإكتمال إستدارته، وشعرت على الفور حيال المشهد الخارق أنني أكاد أنطق بأول جملة في قصيدة جديدة مفرحة .. لكن ..يا للهول ! بغتة من أعمق أعماق الظلام المشع بالعرس القمري إنهالت من بعيد ثم من قريب أصوات إنفجارات مريعة و كأن الدنيا انقلبت فجأة رأساً على عقب. فنهضت من جلستي على الفور أتلفت مذعوراً ، مما دفعني في العودة إلى داخل الدار كي أجد زوجتي تغادر فراشها و هي تتعثر في مشيتها نحوي هاتفة : شو صار ؟ هاذي آخرتنا أما القصيدة التي كادت تولد فقد أجهضت وانتهى معها كل شيء على الفور عن القمر الذي صار بدراً !.. فهل يمكن بعد الآن أن أكتب سطراً عن الفرح ؟
ماذا تبقى من هذه المشاعر بعد أربع سنوات عن العنف السائد حتى مع مشاهد الفرح بالطبيعة من دون أن تشعر بالتفائل و بالتالي بقصائد الفرح أن تعلن عن حضورها في ليلة مقمرة .. أما آن لسوريا أخيراً أن تفرح ؟
أريد أن أسأل المسلمين – و أنا واحد منهم – أن الإسلام دين عظيم حقاً ولكن ماذا صنع المسلمين كي يسود السلام ؟ بعد وفاة رسولهم ( صلى الله عليه وسلم ) : هل طبق الخلفاء المسلمون مثلاً بعد العهد الراشدي الذي قتل فيه ثلاثة خلفاء من أصل أربعة على يد المسلمين أنفسهم ؟! و أي عهد إسلامي بعد هذا طبق التعاليم الإسلامية بمغزاها الحقيقي عن الفرح بانتصار الدين الإسلامي على الفساد السائد في البلاد الاسلامية ؟.. و هل نحن إذن مسلمون حقاً بعد وفاة الرسول الاسلامي؟
وإلى أي حد خدعنا بالدول الكبرى بعد إنهيار الصغرى، وماذا بقي من الإيمان فضلاً في الأديان الكبرى المعروفة ؟
هذا كلام موجه إلى السلطات المسلمة و ليس إلى الشعوب التي آمنت كما يقال بالأديان الكبرى: اليهودية و المسيحية و الإسلام ؟
أين الفرح كما يقول المطربون والشعراء لهذا النظام السائد حقاً في العروض الدينية التي ترفع راية الأديان الكبرى ؟ أين الفرح حقاً في تبشر البلاد اليهودية أو النصرانية أو الإسلام ؟
أين هو ” الفرح ” في كل هذا ؟؟