إدمان الموضة
الإدمان لا يقتصرا على الكحول و التدخين و المخدرات فقط بل هناك أنواع أخرى للإدمان و منها الإدمان على الموضة العصرية . هذا الإدمان لا يحتاج إلى عمر أو جنس أو طبقة معينة بل هو في متناول الجميع فالنزول للسوق و التسوق اصبح هوس كثيرين . بالإضافة لعمليات التجميل التي باتت الهاجس الاول للحصول على الشكل المطلوب حتى لو كان بالامر تعب و الم جسدي و نفسي.
و إتباعها تعدى مجرد الحصول على الشكل الجميل والمقبول بل تحول الى اهتمام مبالغ فيه و بات اغلبهم “ضحية لها و تفكيرهم انحصر في التسوق وتصفح المجلات المختصة ومشاهدة البرامج التي تعرض آخر الصيحات في مجال التجميل والملابس . و ليتحول شغفهم الى هوس يحول دون تمييزهم ما بين الأناقة والبذخ المبالغ فيه.
يحرص كثيرون على الظّهور مرتدين أحدث الماركات العالميّة حتّى لو فاقت قدرتهم الشرائية , و هدفهم و إن كانوا من ذوي الدخل المتوسط هو التباهي بظهورهم بأفضل شكل قد يرونه لتكون لهم الريادة في عالم الموضة باعتبارها بنظرهم عنواناً للشخصية أمام الآخرين. وكأنّ قيمة الإنسان تُحدَّد بـ”الماركة” التي يعتمدها .
إدمان الموضة
و الموضة لا تنحصر بالسيدات فقط . فللرجال حصة كبيرة و هم أيضا متابعين لها و لأحدث صيحاتها. إلا أنهم لا يصلون لمرحلة الهوس الشديد الذي تصاب فيه السيدات اللواتي لا يتركن فرصة إلا و يستغللنها بالتسوق. أو زيارة مراكز التجميل للحصول دائما على الإطالة الأحدث . و كثيرا ما تتغير الحالة المزاجية لدى المرأة بهذه الامور .
والموضة لا تبقى على حالها دائما بل تتبدل من شهر لأخر و من فصل لأخر لتتشكل ملامح جديدة. و “موديلات” حديثة العهد، على كامل المستويات. فلا سبيل للحديث عــــن موضة متواصلة لسنوات متتالية.
فالملابس و تسريحات الشعر و الساعات و النظارات تتجدد مع مرور الوقت. و تسير على عجلة التجديد والابتكار”. حتى جهاز الموبايل لم يسلم من هذا الهوس. و اصبح اقتناء الجهاز الاحدث و الاغلى علامة من علامات الموضة .
كما بات الهاجس الاساسي الذي يؤرق كل من لديه هذا الهوس بأن يخرج بأفضل حلة على الاطلاق. و يكون الأول في حيازة هذه القطعة او اعتماد ذلك الموديل الذي يجعل منه الأكثر أناقة .
ولا ننسى أيضا هاجس ملاحقة النجوم و المشاهير. فكثير من الشباب يقومون بتتبع أخبارهم بشكل يومي. ليقوموا بنسخ طريقة حياتهم بغض النظر إن كان هذا يناسبهم ام لا . فمن الثياب للإكسسوارات حتى قصات الشعر و عمليات التجميل أيضا. من نفخ و شد و بوتوكس كل هذا يحاولون تقليدهم به متناسين المجتمع الذي يعيشون به . فكل بلد و منطقة تمتاز بهوياتها و ثقافتها الخاصة و تقاليدها المتبعة و المعتمدة على التراث و تتجلى في إتباع أسلوب معيشي معين , لكن دخول عالم الأنترنت و انتشار مواقع التواصل الاجتماعي و إنفتاحها على مستويات عالمية سببت بتداخل هذه القيم و التقاليد حتى صارت المسيطرة الأساسية على عقولهم و التي غالبا ما تكون السبب في مشاكل اجتماعية أيضا .
هوس الموضة :
إن اتباع الموضة شيء جميل يعطي دائما الشعور بالثقة و التجدد: لكن عندما يتحول الى هوس يصبح مشكلة قد تؤثر على حياة الشخص نفسه و تجعله دائم التعب النفسي و الجسدي.
والمرأة يمكن أن تكون أنيقة عن طريق إختيار ملابس تريحها و تبرز سمات جمالها مع أخذها بعين الاعتبار اللون او شكل القطعة أو حتى تسريحة الشعر الدارجة لكن بشكل غير مبالغ فيه و دون اللجوء للتقليد الأعمى أو الماركات العالمية الباهظة الثمن فهي الاعلم بما يناسبها و التي تضفي عليهم رونقا خاصا بوضع لمساتها الخاصة لتجعل من نفسها متميزة . وإن كان ذلك بإمكانيات بسيطة فهي من تجعل من ملابسها انيقة معاصرة وليس العكس.