إذا كانت تلك استراتيجية واشنطن لمواجهة ايران .. فابشر بطول سلامة يا مربع

أعلنت إدارة الرئيس ترامب انها تتبنى استراتيجية التصعيد والمواجهة ضد إيران ، في وقت مبكر من استلام الرئيس ترامب إدارة البيت الأبيض ، ولم تتمكن حتى الآن من اتخاذ خطوة الخروج من الاتفاق النووي ، لأن الاتفاق أخذ الصفة الدولية وأطرافه متمسكين به. الوكالة الدولية للطاقة النووية تؤكد التزام ايران الكامل به ، وهو ما جعل واشنطن تعمل على استراتيجية تصعيد ضد إيران من خارج إطار الاتفاق النووي حسب نصيحة الثعلب دنيس روس.

دعوة الإدارة الأمريكية أمس لعقد جلسة لمجلس الأمن تبحث التظاهرات في ايران ، جاءت كمن يذهب إلى الحج والناس راجعة، فالتظاهرات انحسرت، والفئات التي خرجت للتظاهر حصلت على ما تريد عبر تأجيل الحكومة للكثير من إجراءاتها . والفئات التي خططت للتخريب بدعم واشنطن ، تم كشفها والسيطرة عليها بسرعة.

دعوة واشنطن لعقد جلسة لمجلس الأمن ، دعوة في جوهرها هزيلة ، فبعض الدولة الأوربيةوبشكل أساسي فرنسا وألمانيا معارضتين علنا للتدخل الأمريكي لزعزعة استقرار ايران ، ومندوبا البلدين عبرا عن ذلك في احاطتهما في جلسة مجلس الامن امس ، والصين كذلك ، أما روسيا الحليف الاستراتيجي لإيران فعارضت من الأساس عقد مثل هذه الجلسة. وتركيا وقفت بالكامل إلى جانب ايران . من بقي لواشنطن في استراتيجية الضغط على طهران من بوابة التظاهرات المطلبية الداخلية.

هاهو المجتمع الدولي يقول لا كبيرة مرة أخرى لترامب، بعد رفضه الانصياع لتهديدات الإدارة في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة حول قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس .

حيث وقفت هيلي لتقول أنها سجلت أسماء الدول التي صوتت ضدها في الجمعية العامة ، وكأنها في روضة اطفال.

وصب قرار ترامب حول القدس في مصلحة محور ايران وحلفائها ، وأحيا خياراتها،وزاد من قوة تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية معها . وقربها من نبض الشارع العربي الغاضب من موقف الإدارة و خنوع بعض الأنظمة العربية للمشيئة الأمريكية.

وهاهي واشنطن تظهر غير قادرة على جر حتى شركائها إلى استراتيجية المواجهة مع إيران، وخياراتها في المنطقة. وهذه سابقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإدارات الأمريكية المتعاقبة .

لنتذكر المؤتمر الصحفي لنيكي هيلي في البنتاغون قبل شهر وهي تتهم ايران بالوقف وراء الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على الرياض، وتقول بثقة بأن واشنطن ستجمع حلفائها لمعاقبة ايران على هذا السلوك . ولكن ماذا حدث بعد ذلك ؟؟ هل استطاعت واشنطن حشد المجتمع الدولي ضد إيران في ملف اليمن؟ أم أن المجتمع الدولي وخاصة حلفاء واشنطن الغربيين زادوا من مطالبتهم بوقف الحرب السعودية على اليمنلما أوقعته من كوارث إنسانية.

وفي الميدان السوري يتناقص التأثير الأمريكي المحصور عسكريا بمناطق قوات سوريا الديمقراطية التي لن تستطيع التحرك خارج إطار مناطقها الجغرافية الحالية، وتكرر الإدارة مطالبها بخروج ايران من الملعب السوري . وهي تعلم أنها غير قادرة على إجبارها على ذلك . أما الشق السياسي فقد استحوذت موسكو حليفة ايران على معظم أوراقه.

فشل المحاولة الأمريكية في زعزعة الداخل الإيراني وانتهاء التظاهرات في ايران كما ذكرت في المقال السابق سوف يزيد النظام في ايران قوة ويقظة. ويزيد في نقاط فشل خصومها في الخليج والبيت الأبيض.

فاذا ما شهدناه حتى اللحظة هو الاستراتيجية الامريكية لمواجهة ايران ، فعلينا أن نقول لإيران.. أبشر بطول سلامة يا مربع.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى