تحليلات سياسيةسلايد

إسرائيل تُقّر بمُواصلة استعداداتها لضرب إيران

في خطوةٍ تحمل العديد من الدلالات سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة لوسائل الإعلام بالنشر عن تعرّض الطائرات الإسرائيليّة التي نفذّت عدوانًا داخل الأراضي السوريّة لهجومٍ من قبل المضادات الإيرانيّة، وبحسب القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ فإنّ الحادثة وقعت قبل حوالي الأسبوع، وجاء هذا النشر بالتزامن مع تصريحٍ خطيرٍ لمسؤولٍ أمنيٍّ إسرائيليٍّ رفيع المُستوى، لم يذكر الإعلام العبريّ اسمه أوْ وظيفته، والذي أكّد أنّ جيش الاحتلال يُواصِل الاستعدادات لتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، لافِتًا في ذات الوقت إلى أنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ أجرى مؤخرًا مناورةً عسكريّةً بمُشاركة عددٍ من الجيوش الأوروبيّة والجيش الأمريكيّ. عُلاوة على ذلك، شدّدّت التقارير الإعلاميّة العبريّة صباح اليوم الثلاثاء على أنّ قائد سلاح الجوّ الإماراتيّ وصل إلى تل أبيب واجتمع إلى نظيره الإسرائيليّ.

في السياق ذاته، قالت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، اليمينيّة-المُتشدّدّة، قالت نقلاً عن مصادر عليمةٍ في كيان الاحتلال إنّه “على ضوء قرار المستوى السياسي والتقدم بالبرنامج النووي الإيراني، سيبدأ سلاح الجو الإسرائيلي في العام القادم التدرّب على هجوم محتمل في إيران، والتقدير هو بأن التحضيرات ستستمر على الأقل عام. بالإضافة إلى الحاجة لمعلومات استخبارتية حديثة وتحضير عدة خيارات للعمل، سيُطلب من سلاح الجو أيضًا تغيير في بناء قوته، تأهيل القوات، صيانة الطائرات وحتى شراء المزيد من قطع الغيار لطلعات جوية إلى مسافات طويلة”.

وكشفت الصحيفة النقاب أنّ الجيش الإسرائيليّ قرّر خلال الأشهر الأخيرة إعادة تغيير سلّم أولويّاته والاستعداد لإمكانية خيار عسكري صالح وموثوق لهجوم ضد إيران. القرار، كما هو معلوم، اتخذ بعد أنْ أهملت إسرائيل التحضيرات لمهاجمة إيران في عام 2016، بعد أشهر من توقيع إيران على الاتفاق النووي.

وأوضحت الصحيفة أنّه “في الآونة الأخيرة، على ضوء رفع الأمريكيين عقوبات اقتصادية كبيرة عن طهران، وفي الوقت نفسه استمرار طهران تطوير برنامجها النووي بدون العودة إلى الاتفاق، اتُخذ في إسرائيل قرارٌ بالعودة للاستعداد لإمكانية تنفيذ هجوم ضد إيران، وتمّ رصد ميزانية لذلك”

وشدّدّت الصحيفة على أنّ “الخطة عُرضت على رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي الذي صادق عليها.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ “التقدير في سلاح الجو أنّه سيتطلّب عامًا أو أكثر حتى تتحوّل الخطة إلى عملانية.  في إسرائيل يأمل المسؤولون حاليًا إيجاد طريق لإبطاء أوْ منع إيران من الوصول إلى النوويّ”.

في غضون ذلك، أشار المسؤولون في تل أبيب إلى أنّ الإيرانيين يطوّرون ويستخدمون صاروخ أرض-جو متقدم منتشر في دول مثل العراق، اليمن وسوريّة، وهدفه من جملة الأمور ضرب سلاح الجو الإسرائيلي، الذي كما هو معلوم بحسب تقارير أجنبية، يعمل في الساحة، ويتحدّثون عن تحسّن بأسلوب عمل بطاريات الدفاع الجوي السورية، التي قلّصت وقت ردها بحوالي 20% منذ عام 2017. نتيجة لذلك، هذه البطاريات تطلق صواريخ باتجاه طائرات سلاح الجو التي تعمل في سوريا قبل وقت قصير جدًا في بداية الهجوم”.

وأكّد سلاح الجو ازدياد تهديد الطائرات بدون طيار على إسرائيل، خاصة الطائرات بدون طيار الإيرانية الموجودة في دول مختلفة في الساحة، بما في ذلك في العراق واليمن، والحديث يجري عن طائرات بدون طيار قادرة على التحليق آلاف الكيلومترات والوصول إلى إسرائيل من مسافات بعيدة، وعليه، يعتزم الجيش الإسرائيلي شراء رادارات إضافية لكشف التهديد الجديد. اعتراض الطائرات بدون طيار من المفترض أن يتم بوسائل خفيفة- طائرات حربية أو عبر مقاتلي القبة الحديدية، كما قالت المصادر الإسرائيليّة.

في غضون ذلك، ينوي الجيش الإسرائيلي نشر في المستقبل القريب عشر بطاريات نظامية من القبة الحديدية، وعدد إضافي من البطاريات الإحتياط. ويأمل سلاح الجو أن تتمّ المصادقة على ميزانية لـ”حماية جوية قطرية” في شمال البلاد، هدفها من جملة الأمور إدخال البطاريات في الشمال إلى داخل القواعد وتحسين التواصل فيما بينها وبالطبع أيضاً تحسين فعاليتها العملانية.

وفي ختام تقريرها، نقلت الصحيفة عن قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ قوله إنّ “الشرق الأوسط هو ساحة معقّدة تتغيّر في أيّ وقت.التحدّيات الماثلة أمامنا تتزايد ولذلك نحن بحاجة لكي نكون متقدّمين بخطوة على العدوّ، وأنّ سلاح الجو يتدرّب في حالة الروتين لكي يكون مستعدًا لمجموعة واسعة من السيناريوهات في حالة الطوارئ”، على حدّ تعبيره.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى