أنسام صيفية

إعترافات كلب

 

يا إله السماء !..

ليس هذا دمي

إنني أعرف الرائحة

فأنا كلبهم

إنه من دم الآخرين

من دماء الذين قضوا

قرب نهر الفرات

وحين أتوا

ورموا جثثا بالألوف

وولوا بعيدا مع القاتلين

ثم لم يقرؤوا الفاتحة!.

لم أجد أحداً في المدينة

كنت حارس غوطتهم

عندما هاجموهم

وبعدُ ..هربت مع الهاربين

ليس هذا دمي

قُربَ عاصي حماةَ و حمصَ

و قد مثّلوا بِهِمُ

ثم ألقوهمُ في المياهِ

و عادوا إلى قَصرِهِم ضاحكين

….

إيهِ ياربُّ…عفوكَ

كلُّ السماوات

كانت تُفتش عَنكَ

تُرى أين كنتَ

و لم تتدخّل لِتُنقذَهم

الكلابُ بَكت

و الذئابُ عَوَت

و أنا كنتُ أقرأُ

عَرضَ الأناجيل أحوالَهُم

و الكتابُ المقدسُ

كان يقولُ

بأنّ الذي يرتمي مِنهُمُ

ليس منّا ..

إذن هُوَ مَن ؟..

لا جوابَ

سوى ما تُلّفقُهُ

عصبةُ المؤمنين

ليس إلا الكلابُ نَجَت

و الهوى كلهُ صارَ

مثل النواحِ على الميتين

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى