أنسام صيفية

إلى أين المصير؟

 

حين أفكر في عصرنا و زماننا أكاد لا أرى سوى السواد فأخشى أن أتهم بالتحامل و المبالغة فأصمت غير أنني أنجو بأفكاري حين أعود إلى رؤوس الشعراء القدامى مثل المتنبي و المعري أجدني على صواب حين أقرأ للمتنبي هذين البيتين مثلا :

 

أَذُمُّ إِلى هَذا الزَمانِ أُهَيلَهُ                           فَأَعلَمُهُم فَدمٌ وَأَحزَمُهُم وَغدُ

وَأَكرَمُهُم كَلبٌ وَأَبصَرُهُم عَمٍ                      وَأَسهَدُهُم فَهدٌ وَأَشجَعُهُم قِردُ

و أتابع قراءتي مع ابي العلاء المعري :

قَد فاضَت الدُنِّيا بِأَناسِها                                 عَلى بَراياها وَأَجناسِها

وَكُلُّ حَيٍّ فَوقَها ظالِمٌ                                    وَما بِها أَظلَمُ مِن ناسِها

و هكذا وجدتني أميل إلى التشاؤم المطلق حين أميل إلى إصدار الأحكام التي أطلقها الشاعران على زمانهما و أنا أحاكم زماني بل أكاد أقول الزمان البشري باكمله فإذا بي أسأل نفسي : ما عساها حياة البشر إذن و إلى أي مصير تتوجه العصور القادمة ؟… هل نتفاءل بأن البشر سوف يتغيرون مع الزمن أم سيتابعون حضارتهم وحمايتها بالسلاح النووي الخارق في تدميره أم أن هناك مصيرا آخر ينتظرهم وتطورا آخر غير ما نراه من تفاقم الفساد ؟..

يبدو أنني في بحثي عن الجواب على هذه الأسئلة المنظورة أنضم إلى جماعة المتنبي و أبي العلاء و المتشائمين الأخرين وما أكثرهم وأجد نفسي واحدا منهم حين أقرأ هذا المقطع الشعري الذي نظمته في ختام إحدى قصائدي الحديثة :

كيف يبقى الطغاة طغاة

و يبقى تناسُلهُم لا يكفّ

عن الفيضان كزخ المطر

إنني مؤمن ياإلهي

لهذا سمحت لنفسي أن أسألك ؟

إن معجزتي في دماغي

و الذي أنت أبدعته

كي أفكر دوما

بهذا الغموض الذي جللك؟

و كل الذي صار أو سيصير

يعود كما هو لك …

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى