تحليلات سياسيةسلايد

إيران والسعودية تتفقان على استئناف العلاقات وإعادة فتح السفارتين في غضون شهرين وتشكران العراق وسلطنة عمان على استضافة المحادثات بين الجانبين…

أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ عام 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، وفق ما جاء في بيان مشترك نقلته الجمعة وسائل إعلام رسمية في البلدين.

وذكر بيان صادر عن إيران والسعودية والصين أن طهران والرياض اتفقتا “على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”.

وأضاف “الاتفاق يتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

وحملت السعودية إيران المسؤولية عن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على منشآت نفطية بالمملكة في 2019، وكذلك هجمات على ناقلات في مياه الخليج. ونفت إيران الاتهامات.

وكثيرا ما نفذت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة عبر الحدود على السعودية التي تقود تحالفا يقاتل الحوثيين، وفي 2022 اتسع نطاق الضربات إلى الإمارات.

واتفق البلدان أيضا اليوم على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة في 2001، بالإضافة إلى اتفاقية أخرى سابقة للتجارة والاقتصاد والاستثمار.

ووجهت كل من السعودية وإيران الشكر للصين وكذلك للعراق و سلطنة عمان على استضافة محادثات في 2021 و2022.

وقع الاتفاق كل من علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير عن الاتفاق وترحب بأي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

وقال ان الولايات المتحدة ترحّب باستئناف إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية إثر مفاوضات استضافتها الصين، لكنها أعربت عن شكوكها في احترام طهران التزاماتها.

وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “نحن نرحب” بالاتفاق الدبلوماسي مضيفا أنه ينبغي رؤية “ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها”.

وتابع “سوف نرى (…) ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاما يحترم كلمته عادة”.

وقال كيربي “نرغب في رؤية نهاية الحرب في اليمن وأن هذا الترتيب الذي توصلوا إليه قد يساعدنا في الوصول إلى هذه النتيجة”.

وردا على سؤال حول الدور الصيني غير المعتاد في المساعدة على جمع السعودية حليفة الولايات المتحدة، وإيران، قال كيربي إن إيران حضرت إلى طاولة المفاوضات بسبب “الضغوط التي تتعرض لها” في الخارج والاستياء المحلي.

وأضاف “نحن بالتأكيد نواصل مراقبة الصين فيما تحاول كسب نفوذ وإيجاد موطئ قدم لها في أماكن أخرى في العالم من أجل مصلحتها الضيقة”.

وختم قائلا “لكن في النهاية، إذا كانت استدامة هذا الاتفاق ممكنة، بغض النظر عن الدافع أو من جلس إلى الطاولة… نحن نرحب به”.

* “تحرك في الاتجاه الصحيح”

ظل البلدان على خلاف على مدى سنوات ودعما أطرافا متصارعة في حروب بالوكالة في اليمن وسوريا وغيرهما.

وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران في أثناء خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض رجل دين شيعيا.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن تطبيع العلاقات يوفر آفاقا كبيرة لكلا البلدين وللشرق الأوسط، مشيرا إلى إمكانية اتخاذ خطوات أخرى.

وكتب أمير عبد اللهيان على تويتر “السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي”.

وقال مسؤول أمني إيراني كبير إن اتفاق اليوم صادق عليه الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

وصرح المسؤول لرويترز “لهذا السبب سافر شمخاني إلى الصين بصفته ممثل الزعيم الأعلى. أرادت المؤسسة أن تظهر أن السلطات العليا في إيران تدعم هذا القرار”.

تعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ”التدخّل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “نتيجة للمحادثات، اتفقت إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين… في غضون شهرين”.

وعقب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبكين مؤخرا، بدأ أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، منذ يوم الاثنين 6 آذار/مارس الجاري متابعة اتفاقيات الزيارة وإجراء محادثات مكثفة مع وزير الدولة السعودي والمستشار في مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان لحل المسائل العالقة بين البلدين، بحسب ما أوردته اليوم الجمعة وكالة أنباء فارس الإيرانية.

وذكرت الوكالة أن بيانا ثلاثيا صدرفي بكين اليوم الجمعة، في ختام المحادثات، وقعه كل من شمخاني والعيبان،وفانج يي، عضو المكتب السياسي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس مكتب اللجنة المركزية في الشؤون الخارجية بالحزب وعضو المجلس الحكومي في الصين الشعبية.

وجاء في البيان أنه استجابة لمبادرة الرئيس الصيني في دعم العلاقات بين ايران والسعودية، استضافت بكين محادثات بين الوفد الإيراني برئاسة شمخاني، والوفد السعودي برئاسة العيبان، منذ يوم 6 آذار/مارس وحتى اليوم الجمعة.

وأشار البيان إلى أن المحادثات استندت إلى “مبدأ حسن الجوار، وبحسب اتفاق الرئيس الصيني مع زعيمي البلدين… ورغبة البلدين لحل الخلافات بينهما عبر الحوار والنهج الدبلوماسي وبناء على الأواصر الأخوية بين طهران والرياض، وتأكيد الجانبين على مبادئ وميثاق الامم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الاسلامي والمبادئ الدولية”.

ومن المقرر أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين لتنفيذ هذا القرار والتمهيد لتبادل السفراء.

ومن جهتها قالت وزارة الخارجية بسلطنة عمان في بيان اليوم الجمعة إن البلاد ترحب بالبيان الثلاثي بين السعودية وإيران والصين بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.

ومن جهته قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تفيد باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية.

وقال المتحدث لرويترز “بوجه عام، نرحب بأي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط. يعد خفض التصعيد والدبلوماسية جنبا إلى جنب مع الردع من الركائز الأساسية للسياسة التي حددها الرئيس (جو) بايدن خلال زيارته للمنطقة العام الماضي”.

ومن جهته قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم الجمعة، إن تعزيز العلاقات مع السعودية سيؤدي لمزيد من الاستقرار.

وأضاف المسؤول الإيراني أن بلاده تتطلع إلى المستقبل في العلاقات مع السعودية.

وتابع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني أن المحادثات مع السعودية كانت صريحة وشفافة وبناءة.

من جانبه قال محمد عبد السلام كبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران في تغريدة على تويتر اليوم الجمعة إن المنطقة بحاجة إلى استئناف “العلاقات الطبيعية” بين دولها.

جاء ذلك بعد الإعلان عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وطهران. وأضاف عبد السلام أن “المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي”.

بدوره قال كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي اليوم الجمعة إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران “نصر” للحوار والسلام.

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في اختتام الحوار بين السعودية وإيران إن استئناف العلاقات “أنباء طيبة عظيمة” في العالم المضطرب حاليا.

وأضاف وانغ أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحليها “بالمسؤولية” بصفتها دولة كبرى.

من جهته عبر مستشار دبلوماسي لرئيس الإمارات اليوم الجمعة عن ترحيبه باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية.

وكتب أنور قرقاش على تويتر “نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمن الدور الصيني في هذا الشأن”.

وأضاف في التغريدة “الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقرارا للجميع”.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى