تحليلات سياسيةسلايد

ابتسامات ومصافحة بين بايدن والأمير محمد بقبضة اليد

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جدّة قادما إليها من إسرائيل في أول زيارة للمملكة منذ توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2021، فيما أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي السعودي بايدن وهو يصافح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقبضة اليد في أول لقاء بينهما.

وكان الرئيس الأميركي قد دافع بشدة عن زيارته للسعودية وقال عن لقائه بالأمير محمد إنه سيكون في إطار مباحثات أوسع وليس لقاء شخصيا، فيما تأتي زيارته الأولى للمملكة بعد فتور في العلاقات وبعد أن قال إن المملكة ستكون “منبوذة” وذلك بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول في جريمة زعمت الاستخبارات الأميركية أن لولي عهد السعودية دور فيها وهي التقارير التي شكك فيها مسؤولون أميركيون ودوائر غربية اعتبرت أنها مبنية على استنتاجات وتقارير اعلامية لا على أدلة قطعية.

ويتابع المحللون خلال زيارة بايدن للسعودية لغة الجسد والكلمات المتبادلة، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى إعادة ضبط العلاقات بين البلدين.

ومن المتوقع أن يناقش بايدن خلال الزيارة قضية حقوق الإنسان وهي إحدى عدة قضايا تسببت في تصدع العلاقات بين الرياض وواشنطن بعد أن خلصت أجهزة المخابرات الأميركية إلى أن ولي العهد الأمير أعطى موافقة مباشرة على قتل خاشقجي عام 2018. وينفي الأمير محمد أي دور له في تلك الجريمة.

وينفي المسؤولون السعوديون تورط الأمير الشاب ويقولون إن مقتل خاشقجي نتج من عملية نفذتها عناصر “مارقة”، لكنها شوهت بشدة سمعته كقائد مصلح في بلد محافظ.

والتقى الرئيس الأميركي فور وصوله إلى جدّة ولي العهد السعودي في بداية زيارة محورية لمناقشة قضايا الطاقة والسياسة والعلاقات بين الخليج وواشنطن، تشكّل تراجعا عن تعهده خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة إلى دولة “منبوذة”.

ونشرت وسائل إعلام سعودية رسمية صورا للطائرة الأميركية الرئاسية في مطار جدة بعد رحلة استمرت ساعتين. ولم يسبق لأي رئيس أميركي أن توجه جوا مباشرة من إسرائيل إلى المملكة، لكن الزيارة تأتي وسط مؤشرات على انفتاح بين الدولتين اللتين لا ترتبطان بعلاقات دبلوماسية.

وخرج بايدن مرتديا نظارة شمسية من الطائرة ثم سار على سجادة أرجوانية وكان في استقباله أمير منطقة مكة خالد الفيصل والسفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر.

وفي وقت لاحق استقبله ولي العهد في قصر السلام في جدة الجمعة، في لقاء ينهي مقاطعة الرئاسة الأميركية للأمير الشاب على خلفية قضية مقتل خاشقجي.

وأظهرت لقطات مصوّرة بثتها وسائل إعلام رسمية الأمير محمد عند أحد مداخل القصر الملكي في المدينة الساحلية غرب البلاد، قبل أن يطرق كل منهما قبضته بقبضة الآخر ويسيران جنبا إلى جنب وهما يبتسمان ثم التقى بعدها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز (86 عاما) قبل المشاركة في “جلسة عمل” وزارية برئاسة الأمير محمد.

ويبدو الآن أن بايدن مستعد لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفا استراتيجيًا رئيسيًا للولايات المتحدة لعقود، وموردا رئيسيًا للنفط ومشتريا متعطشًا للأسلحة.

وتريد واشنطن أن تقنع أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بأن تفتح الباب لزيادة إنتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي يهدد فرص الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتثير زيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط تكهنات حول تقارب محتمل مع السعودية بعد تطبيع أربع دول عربية خلال السنتين الماضيتين علاقاتها مع إسرائيل، وبعد مؤشرات على محاولات لإحداث تغيير إيجابي في الرأي العام السعودي إزاء هذه المسألة.

وقبل وصوله إلى المملكة، أعلنت الرياض فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوّية”، في بادرة حسن نيّة واضحة تجاه إسرائيل. وسارع بايدن إلى الإشادة بهذا القرار، واصفا إيّاه بأنّه “تاريخي”.

وقالت هيئة الطيران المدني السعوديّة في بيان على تويتر، إنّها قرّرت “فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوّية” التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد. ويرفع هذا الإعلان فعليًا قيود تحليق الطائرات من إسرائيل وإليها.

ورحبت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي بقرار السعودية. كما شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بايدن على “مفاوضات دبلوماسية طويلة ومكثفة وسرية بين السعودية والولايات المتحدة” للوصول إلى هذا الإعلان.

لكن على الرغم من مؤشرات التقارب، لطالما ردد الملك سلمان في خطاباته أنّ المملكة يمكن أن تطبع العلاقات مع إسرائيل فقط حين تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

ومن المقرر أن يلتقي بايدن السبت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى قادة مصر والأردن والعراق لمناقشة أسعار النفط المتقلبة ودور واشنطن في المنطقة.

وتمثل جدة المحطة الأخيرة في جولة بايدن في الشرق الأوسط بعد محادثات أجراها الجمعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين في اليوم السابق.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى