علاقات اجتماعية

استراتيجية تقديم الاعتذار الفعال

تعتبر القدرة على تقديم الاعتذار بطريقة فعالة وملائمة من الصفات الهامة في حياتنا الشخصية والمهنية. فالأخطاء والسلوكيات غير اللائقة قد تحدث في أي مجال من مجالات الحياة، سواء كانت علاقاتنا الشخصية أو العملية، ومن المؤكد أن تلك الأخطاء قد تؤثر سلباً على الآخرين وعلى العلاقات بيننا وبينهم.يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لسيدتي : إن استراتيجية تقديم الاعتذار الفعال تتطلب بعض الخطوات والمبادئ التوجيهية. يجب أن يكون الاعتذار صادقاً وملموساُ، ويجب على الشخص أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعاله. يجب أن يكون الاعتذار موجهاً إلى الشخص المتضرر مباشرة، ويجب أن يتضمن اعترافاً بالخطأ وعرضاً للمبادرة لتصحيحه وتعويض الآخرين.

علاوة على ذلك، يجب على المرء أن يظهر التغيير الحقيقي والتعهد بعدم تكرار الأخطاء في المستقبل. ينبغي أن يكون الاعتذار خالياً من التبريرات والتفسيرات الزائفة، وبدلاً من ذلك يجب أن يتضمن تعبيراً عن ندم حقيقي ورغبة صادقة في إصلاح العلاقة.

الاعتذار الفعّال في العلاقات الشخصية والمهنية

تقديم الاعتذار الفعّال له أهمية كبيرة في العلاقات الشخصية والمهنية لعدة أسباب:

إعادة بناء الثقة:

عندما يعتذر شخص بصدق عن أفعاله أو أقواله التي تسببت في جرح الآخرين، يمكنه إعادة بناء الثقة المتضررة في العلاقة. يعتبر الاعتذار الفعال خطوة أساسية لتصحيح الخطأ وإظهار النية الحسنة لتفادي تكراره في المستقبل.

تعزيز التواصل:

عندما يعتذر شخص عن سلوكه السلبي أو غير الملائم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحفيز التواصل الصحيح والفعّال بين الأطراف المعنية. يعتبر القدرة علي الاعتذار نقطة انطلاق لفتح حوار صادق حول المشكلة ومعالجتها بشكل مستقبلي.

تعزيز السلوك الإيجابي:

عندما يعتذر الشخص عن سلوك سلبي، فإنه يوضح رغبته في تغيير هذا السلوك وتحسين نفسه. يمكن للأشخاص الآخرين أن يشجعوهم ويدعموهم في هذه العملية التطورية، وبالتالي يتم تعزيز السلوك الإيجابي وتحسين العلاقة.

الاحتفاظ بالعلاقة:

عندما يعتذر الشخص بصدق ويظهر ندمه على تصرفاته، يمكن أن يساهم ذلك في الحفاظ على العلاقة بدلاً من تدهورها. قد يمر الناس بصعوبات واختلافات، ولكن القدرة على الاعتذار تعزز فرصة البقاء معاً وتحقيق التسامح والتفاهم.

تعزيز النمو الشخصي والمهني:

يعتبر الاعتذار فرصة للنمو الشخصي والمهني.

خطوات أساسية يجب اتباعها عند تقديم الاعتذار

هناك خطوات أساسيةلضمان أن اعتذارك يكون فعالاً وملائماً.

الاعتراف بالخطأ:

ابدأ بالاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته. قد يكون هذا صعباً لبعض الأشخاص، ولكن الاعتراف بالخطأ هو خطوة مهمة في عملية الاعتذار الفعال .

التعبير عن الندم:

أعرب عن الندم الصادق والأسف للأذى أو الإزعاج الذي تسببت فيه. اظهر أنك تشعر بالتأثر الحقيقي بتأثير أفعالك على الشخص الآخر.

شرح السبب:

قد يكون من المفيد شرح السبب الذي وقف وراء سلوكك الخاطئ. لكن احذر ألا تستخدم هذا كعذر لسلوك غير مناسب.

الاعتذار بشكل صريح:

استخدم عبارات واضحة وصريحة للإعراب عن اعتذارك، مثل “أعتذر” أو “أنا آسف” بشكل واضح. تجنب استخدام التعابير غير الحاسمة أو الضبابية التي قد لا تظهر بشكل جدي للشخص الآخر.

تقديم تعويض إن أمكن:

إذا كان من الممكن تقديم تعويض أو إصلاح للأذى الذي تسببت فيه، فقد تكون هذه خطوة مهمة في عملية الاعتذار. على سبيل المثال، إذا كنت قد تسببت في تلف شيء ما، قد تقدم لتعويضه مادياً أو تقدم لإصلاحه.

تجنب تكرار السلوك:

تعهد بعدم تكرار السلوك الخاطئ مستقبلاً. اظهر استعدادك لتعلم من الخطأ وتحسين سلوكك في المستقبل.

تجنب هذه الأشياء عند تقديم الاعتذار
تجنب الاعتذارات العامة:

حاول أن تكون محداً وواضحاً بشأن الخطأ الذي ارتكبته ولا تلتبس الأمور بالاعتذارات العامة والعبارات العامة. قد يفهم الشخص الآخر أنك لا تعترف بالخطأ الفعلي إذا لم تذكره بوضوح.

تجنب التبريرات:

لا تحاول تبرير سلوكك أو إلقاء اللوم على أشخاص آخرين أو الظروف. التقديم على الأخطاء بصراحة وتحمل المسؤولية هو جزء أساسي من الاعتذار الصادق.

تجنب الاعتذارات النمطية:

حاول أن تكون صادقاً وشخصياً في اعتذارك. استخدام الاعتذارات النمطية والعبارات المألوفة يمكن أن يقلل من صدقية اعتذارك وقبوله.

تجنب التكلفة الزائدة:

قد يشعر الشخص الآخر بالاستياء إذا كان الاعتذار يتضمن متطلبات مفرطة أو تكاليف غير عادلة. حاول أن تكون معقولاً في الطلبات التي ترافق الاعتذار.

تجنب تأجيل الاعتذار:

إذا أدركت أنك قد أخطأت.

استراتيجيات يمكن استخدامها لاستعادة الثقة وإعادة بناء العلاقات بعد تقديم الاعتذار
كن صادقاً:

تأكد من أن اعتذارك صادق ومخلص. اعترف بالأخطاء التي ارتكبتها وتعهد بتحسين نفسك وتجنب تكرارها في المستقبل.

اسمح بالوقت:

قد يحتاج الآخرون إلى وقت لمعالجة الألم أو الاستياء الذي تسببت فيه. احترام مساحتهم ومنحهم الوقت اللازم للشفاء واستعادة الثقة.

الاستماع الفعّال:

استمع بعناية إلى مشاعر ومخاوف الشخص الآخر وحاول فهم وجهة نظره. قد تحتاج إلى التعاطف والتفهم لتظهر للآخرين أنك تهتم بمشاعرهم.

تغيير السلوك:

أعد التفكير في سلوكك السابق وحاول تحسينه. قد تحتاج إلى تغيير بعض العادات أو الأساليب التي أدت إلى الخلاف أو الانقطاع في العلاقة.

التواصل البناء:

قم بإقامة حوار مفتوح وصادق مع الشخص الآخر. اطرح الأسئلة واستمع إلى اقتراحاته وملاحظاته. حاول إيجاد حلول مشتركة واعتبر آراءه بجدية.

التعلم من الأخطاء:

استخدم الخبرة كفرصة للنمو الشخصي والتعلم. اعترف بأنك لست مثالياُ وأن الأخطاء جزء من التطور الشخصي. حاول تطوير نفسك واعمل على تجنب الأخطاء المماثلة في المستقبل.

 

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى