اكتئاب الزوج… أسبابه ودور الزوجة في علاجه
اكتئاب الزوج… أسبابه ودور الزوجة في علاجه ! يُعد الاكتئاب من الأمراض النفسية التي تطال الجميع دون استثناء كباراً وصغاراً، أغنياء وفقراء، ولأنه مرض يجب تداركه حتى لا يتفاقم ويتطور إلى مراحل يصبح علاجها يأخذ وقتاً أطول، وجهداً مضاعفاً، كما أنّ المحيطين بالمكتئب يطالهم شيء من الهم والحزن وهم يكافحون لمساعدته وإخراجه من دائرة الاكتئاب. والزوجة التي يعاني زوجها من الاكتئاب يقع على عاتقها مسؤولية مد يد العون لزوجها والوقوف إلى جواره حتى تخرجه من اكتئابه، وتنقذ حياتهما الزوجية من عواقبه التي قد تزعزع أركان منزل كان فيما مضى تعمه السعادة، وتغشاه المحبة.وفي السطور التالية يقدم الدكتور عبدالله خاطر للزوجة التي تمنع الاكتئاب عن زوجها نصائح لمساعدته حتى يتغلب على مرضه، ويعود لسابق عهده.
المقصود من الاكتئاب
الاكتئاب كلمة شائعة بين الناس تعبر عن خيبة أمل، وإحساس بفقدان متع الحياة، ويظهر كاستجابة عادية تثيرها خسارة شيء مهم كوظيفة أو خسارة شخص عزيز كالأم أو الابن، أو خبرات مؤلمة كالفشل في العلاقة الزوجية، مما يسبب لأحد الشريكين الشعور بالخيبة والإحباط.
ويؤكد الدكتور «خاطر» أنّ هذه المشاعر ليست مختصرة على أحد معين، فهي ليست مرتبطة بمستوى اجتماعي، أو تعليمي، أو حتى درجة التدين في الأفراد.
الاكتئاب لدى الزوجين
يبن «الدكتور عبدالله» أنّ الزوجين قد يشعران في مرحلة ما أنّ حياتهما الزوجية باتت عديمة الجدوى. وأنّ لحظات الفرح والسعادة أصبحت أقل بكثير من لحظات المشقة والتعب والعناء. وأنّ أحدهما لم يعد يتحمل فكرة ارتباطه بالآخر. وكلما اجتمعا معاً يصبحان فريسة للشعور باليأس والإحباط. والعزوف عن المشاركة في الأمور التي اعتادا القيام بها سويّاً.
وسواء أكان هذا الاكتئاب عارضاً أو مزمناً فإنّ شأنه شأن الكثير من الاضطرابات النفسية يعبر عن نفسه بمجموعة من الأعراض بعضها عضوي وبعضها معنوي، والبعض الآخر اجتماعي.
أعراض الاكتئاب لدى الزوج
أما أبرز أعراض الاكتئاب التي قد تظهر على الزوج فتتمثل في:
– سيطرة مشاعر الكدر والاستياء، وعدم البهجة. مما يجعله يبدو حزيناً وتعيساً. ويتجنب مشاركة زوجته بالأعمال المنزلية. بل قد يتطور الأمر إلى فقدان الرغبة بالنظر إليها.
– حدوث كساد في القوى الحركية والحيوية. فنجد الزوج المكتئب يقضي يومه جالساً في مكانه دون أي نشاط إيجابي. وقد يميل إلى ممارسة الأعمال والنشاطات الفردية وحده. كمشاهدة التلفاز مثلاً، أو تناول الطعام.
– الشعور بتثاقل الأعباء، ويظهر ذلك من خلال التصريح بأنه غير مسؤول عن مشاعر الاكتئاب لديه.
– يؤثر الاكتئاب على العلاقة الزوجية بشكل خاص، والعلاقات الاجتماعية بشكل عام.
– يدفع الاكتئاب الزوج إلى الشكاوى الجسمية والآلام العضوية، فقد يشكو من سرعة التعب والإرهاق، وآلام في الجسد، وضعف في النشاط.
أسباب الاكتئاب لدى الزوج
بالنسبة للأسباب التي تؤدي للاكتئاب لدى الزوج تحديداً فيشير «الدكتور عبدالله» بأنها قد لا تكون واضحة يمكن الاستدلال عليها. وهذا ينتج عنه صعوبة بالتعرف عليها وعلاجها. وأحياناً تكون الأسباب واضحة ويمكن رصدها. حيث قد يرتبط ببعض الأحداث المأساوية التي يتعرض لها الزوج كفقد غالٍ، أو الوقوع في ضائقة مادية كبيرة.
وقد يفتقد الزوج للدعم من شريكته، أو من والديه، أو من المجتمع. كما أرجع بعض العلماء أسباب الاكتئاب إلى إدمان الخمور والمخدرات. وتزايد نسبة التلوث البيئي. مما يساهم في خلق مناخ صحي ضد الصحة النفسية الإيجابية.
دور الزوجة في مساعدة زوجها المكتئب
يشير «الدكتور خاطر» إلى أنّ دور الزوجة مع زوجها المكتئب يتمثل في:
-الملاحظة الدقيقة للظروف الراهنة التي يعيشها شريكها، وما تحمله من أسباب وعوامل وأعراض مرضية كي يتم اكتشافها مبكراً، ومن هذه الأعراض: قلة النوم، والسهر، والرغبة بالعزلة.
– كما يتوجب على الزوجة أن توفر لزوجها المساندة والدعم الاجتماعي، من خلال توثيق الصلة بالأصدقاء والأسرة.
– وتستطيع الزوجة مساعدة زوجها بالتفهم والنصح، وأيضاً بالكثير من التشجيع والدعم الإيجابي والحب والعطاء، والاهتمام بالحاجات الفردية التي تخصه، والاتصال الوثيق به لمعرفة شعوره وأفكاره للوصول إلى حلول جيدة لإخراجه من حالة الاكتئاب التي يمر بها.
-ومن الأدوار الهامة التي يتوجب على الزوجة القيام بها إدخال السرور إلى نفس زوجها والتمتع معه بالدعابات، سواء بقراءتها له أو استماعها من الآخرين.
– وأخيراً الزوجة السعيدة تساعد على حياة مسالمة هانئة سعيدة، وتجعل زوجها يركز على جوانب إيجابية بالزواج، حتى لو كان الزواج صعباً، فمن خلال الإحساس بالشريك يمكن تجاوز هذه الصعوبات.