الأحزاب النائمة في سورية ! (1)

كلما عدنا إلى تاريخ الحركة السياسية في سورية نتوقف عند مجموعة أحزاب تركت أثرا كبيرا في الساحة السياسية السورية والعربية، والمقصود هنا الأحزاب التي نشأت عشية الاستقلال ونمت بعده وأصبح مؤثرة في تاريخه السياسي ، وهذه الأحزاب هي :

• الحزب الشيوعي السوري.
• الحزب السوري القومي الاجتماعي .
• حزب البعث العربي الاشتراكي .
• حزب الإخوان المسلمين .
• الاشتراكيون العرب و والناصريون

ومن يدقق في مصير هذه الأحزاب يجد أنها تشظت في الفترة التي مرت من تاريخ سورية بعد الاستقلال ومرور البلاد في المنعطفات الكبرى كالانقلابات والوحدة والانفصال وهزيمة حزيران والحركة التصحيحية وحرب تشرين .. وهكذا .

تحولت منظومة العمل السياسي في سورية، التي تتشكل من هذه الكتل السياسية، إلى قطبين متعارضين، ويحمل كل قطب الأسماء نفسها ماعدا حزب الإخوان المسلمين الذي رسم خندقا واسعا وتمترس فيه بعيد عن أي تعاون مع الجسد الرئيسي لكل حزب من الأحزاب المذكورة، وخاصة حزب البعث الذي تولى السلطة بعد عام 1963 . تشظت الأحزاب الرئيسية الباقية على النحو التالي :

 حزب البعث العربي الاشتراكي .
 الحزب الشيوعي السوري
 الحزب الشيوعي الموحد
 حركة الاشتراكيين العرب .
 حزب العهد الوطني .
 الاتحاد الاشتراكي العربي .
 الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي .
 حركة الوحدويين الاشتراكيين .
 الحزب السوري القومي الاجتماعي .

وانضوت هذه الأحزاب تحت لواء جبهة سياسية نشأت في آذار 1971 ، وكانت تشارك في قيادة سورية وفقا للدستور السابق، فيما انتمت الفصائل الأخرى إلى الضفة المعارضة التي جرى الصراع معها أكثر من مرة، وكان دمويا ..

السؤال الذي يطرح نفسه بعد السنوات الخمس الأخيرة التي انقضت على الحرب في سورية وعلى السوريين: ماهو دور هذه الأحزاب وما هي فعاليتها في قيادة الشارع السياسي السوري وعقلنة الصراع الداخلي عندما يرتدي هذا الرداء بعيدا عن العنف والإرهاب والقتل والتدخل الخارجي ؟

سؤال مشروع ، ولكنه لا يجد أي جواب له، وخاصة أن هذه الأحزاب تلكأت في بداية الأزمة، وهي تواجه تطورا خطيرا في البنى السياسية التي تحركت على الأرض بتظاهرات متتالية ثم تراجعت وحل العنف بدلا منها ..

إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يمثل الحزب الحاكم في سورية يخوض المعركة السياسية من خلال الدولة السورية التي يقودها منذ عام 1963،
وهو من الأحزاب الرئيسية الآن في سورية رغم تغيير الصيغة الدستورية للبلاد ، وكذلك يتبنى الحزب السوري القومي الاجتماعي (في أحد أجنحته) يتبنى عملية المصالحة من خلال الدولة نفسها باعتباره معارضا/مشاركا في إطار الجبهة الشعبية للتغيير التي انسحب منها بعد مغادرة رئيسها الدكتتور قدري جميل سورية إلى موسكو ..

أما الأحزاب الأخرى فتبدو بعيدة عن الحراك السياسي المتوقع في الساحة السورية، فنحن لانراها في حركية الشارع السياسي التي أفرزت معارضة داخلية، ولانراها ناشطة بقوة إلى جانب الائتلاف الحاكم الذي كانت تعمل من خلاله، أي الجبهة الوطنية التقدمية وهي لم تعد تقود البلاد في الدستور الجديد 2012، ولا نراها وهي تؤسس لحراك خاص بها ..

هل تتريث هذه الأحزاب لترى ماستسفر عنه الحرب بعد 5 سنوات ؟ أم أنها تعاني عزلة ما سببها لغة السلاح ؟

الأسئلة مشروعة وهي موجودة في الشارع السوري.

((يتبع))

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى