فن و ثقافة

الأخضر في دمشق بين الماضي و الحاضر

آية عماد الدبوسي

 

 

تُشكِّل قضية البيئة إحدى أهم قضايا المجتمع الدولي المعاصر، وذلك لما فيها من قدرتها على توفير الراحة النفسية للإنسان من خلال مشاهدة الأماكن الخضراء، حيث أثبتت الدراسات أن هذه المشاهد يلتقطها الإنسان بنية المزاج ويشعر بالسعادة. كما أنها تُنشِّط حواس الإنسان الخمسة بفضل مشاهدة المناظر الخلابة وشم رائحة الأزهار العطرة ورؤية ألوان النباتات وسماع أصوات الطبيعة المتميزة. وفي حالة المدن الكبرى، تعتبر الحدائق العامة والمنتزهات بديلًا للمساحات الخضراء الكبيرة، حيث يمكن للمتنزهات أو الحدائق أن تلبي احتياجات ومتطلبات مختلفة، مثل توفير الراحة بعد ساعات العمل الطويلة واللعب وممارسة الأنشطة الرياضية.

وشددت جمعية أصدقاء حديقة السبكي على أهمية المحافظة على الحدائق والمنتزهات من خلال تنظيم ندوة بعنوان “الاخضر بدمشق بين الحاضر والماضي” في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.

وتحدثت فيها الأستاذة صباح ملص، اختصاصية التربية و التي لديها مجموعة من الأبحاث حول التربية ودمشق والبيئة، عن غوطة دمشق وبساتين الشام التي أغنت بها الشعراء وهي تمتلك اهتماماً عميقاً بهذه المدينة التي تعشقها والتي شهدت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أناقةً وجمالاً ونظافةً، حيث كانت الخضرة سمةً لدمشق والياسمين هو لقبها. ومع التوسع العمراني والصناعي، تحول حوالي 70% من المساحة الخضراء إلى مصانع ومساكن عشوائية، ولحق بها تدمير وتخريبٍ من قبل الإرهاب مما أدى إلى التصحر. ذلك دفعها للانضمام إلى جمعية أصدقاء البيئة لتسليط الضوء على أهمية الزراعة والتشجير وزيادة عدد الأشجار وناشدت السلطات المسؤولة بتفعيل الغرامات المالية لكل من يعبث بالمرافق العامة ويتسبب في التلوث أو قطع الأشجار.

وعبّر الدكتور غسان كركوتلي، الاقتصادي، عن دور الحدائق العامة في حياة سكان المدن، وعرض صور لحديقة السبكي من الماضي والحاضر في المؤتمر، مشيراً إلى الاختلاف بين التصميمات الهندسية السابقة للحدائق التي كانت مُلهمة للزوار وكانت تُحافظ على تقليم الأشجار ونظافة المكان، وحالياً حيث أصبحت الحديقة مكانًا مُهجورًا بلا أشجار أو مساحات خضراء وأصبح منزلًا للمشردين الذين ينامون على التراب أو الكراسي، وطالب المتحدث بمنح الحدائق اهتمامًا أكبر وتخصيص ميزانية سنوية لتنظيمها والاعتناء بها بشكل دائم.

و أوضح الأستاذ عارف الأبرش، رئيس الجمعية، أن هدف الجمعية هو إعادة تأهيل حدائق دمشق و خاصة حديقة السبكي. بدأت الجمعية في العمل على هذا المشروع في عام 2019، وأُشهرت في عام 2021 بالتعاون مع محافظة دمشق وبدعم السيد المحافظ ومدير الحدائق. تم تنظيم عدة فعاليات زراعية بالتعاون مع جمعيات أخرى والمدارس المحيطة بالحديقة، حيث شارك الطلاب في زرع بعض النباتات بهدف زيادة وعيهم البيئي وتعليمهم أهمية الحفاظ على الحدائق وعدم قطف النباتات والحفاظ عليها.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى