الأزمنة 23
الأزمنة 23
17 نيسان/ إبريل 2020
هذه المهمة التي كلفتني بها… انتهت
أنا الآن… أحب أن يستريح القلب من:
“صعود الجبال وبين الحفر”
أريد تبديل ثياب الحرب، وأحمم، بصابونة النسيان، دمائي.
أريد التفرغ لمتراس الموسيقى
والاستماع إلى ما فاتني من شجن الأغنيات.
أريد أن تكسل مرارتي، فلا تؤلمني… وأنام.
أريد أن أكون كسولاً كطفل يعبث بحمامته، وأرنب يكتشف السر في طول الأذنين.
أريد ان أشرب الوقت بكفي الملوثين بالحبر وروث الحياة.
أريد ألا يكسر الحزن ما تبقى من عظامي.
“حسناً…!!”
قال لي: سوف أكلفك بآخر أسهل أنواع المهمات:
مهمة لا تنتهي، وأنت تبدع البدايات…
تلك التي سوف تحبها، بعد أن تدمنها…
تلك التي لا يعرفها إلا مَن جرّبها،
ولا يعشقها إلا مَن أتقنها…
هي مهنة…لا تسألني كيف تبدعها وتنجزها وتتقنها وتبقى أسيراً لها…
مهنة… اسمها (قال بعد صمت “قادم” من جلال العصور)
مهنة اسمها… “حياكة الهاوية”.
26 نيسان/ إبريل 2020
وحدي… أجلس في هذا اليوم المشمس
على مقعدنا في حديقة الجاحظ.
فإذا أتى من يريد الجلوس إلى جواري…
قلت له بنبرة شكسبيرية:
سيدي:
جولييت آتية بعد قليل
هكذا فكرت
لكن الحديقة، بعد حظر التجول، بسبب الكورونا، كانت مغلقة.
2 أيار/ مايو 2020
صحفي أجنبي… سأل سائق التاكسي…
بلغة مبتدىء في تعلم اللغة العربية:
“ممكن تشرح لي ماذا يقول هذا المغني؟”
كانت الأغنية: “أنا سوري يا نيّالي”.
9 أيار/ مايو 2020
في أسطورة “جزر سليمان” عندما يريدون قطع شجرة لأي غرض كان… لا يستعملون الفؤوس، وإنما يأتي عدد من السكان، يتحلقون حول الشجرة، وهو يلوحون بقبضاتهم ويشتمونها بأقذع شتائم الكراهية، في حفلة ازدراء جماعي.
بعد بضعة أيام يأتون ليروا الشجرة وقد ذبلت أغصانها، وتساقطت أوراقها، وتيبس جذعها، ومن تلقاء نفسها تذهب إلى الموت.