الاقتصاد العالمي يتلقّى ارتدادات «كورونا»

 

على العالم أن يستعدّ لـ«وباء عالمي محتمل»، أعلنت «منظمة الصحة العالمية» أمس، كما عليه أن يستعد لمدة طويلة مِن ارتدادات «كوفيد ـــ 19» على الاقتصاد، إذ يسود الهلع الأسواق في ظلّ تسارع انتشار الوباء خارج الصين، واضعاً النشاط الاقتصادي والنمو تحت ضغوط متزايدة. دفع ذلك مديرة «صندوق النقد الدولي»، كريستالينا جورجييفا، إلى التحذير خلال اجتماع لـ«مجموعة العشرين» في السعودية، أول من أمس، مِن أنّ «كوفيد ــــ 19 يعطّل النشاط الاقتصادي في الصين، وقد يعرّض للخطر» انتعاش الاقتصاد العالمي. لكن وزراء مالية «العشرين» لا يرون في الوباء تهديداً، إذ حذّر وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، من القفز إلى استنتاجات، مشيراً إلى أنه لا يتوقّع أن يكون لـ«كورونا» تأثير مهمّ في المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري الأميركي ــــــ الصيني، وأن بلاده لا تزال تتوقّع أن تفي بكين بالتزاماتها بشراء المزيد من السلع والخدمات الأميركية بموجب الاتفاق.

«تفاؤل» وزراء «العشرين» انعكس انهياراً في البورصة العالمية وسط انتشار الوباء، إذ بدأت بورصة نيويورك جلستها أمس على انهيار وسط تخوُّف المستثمرين من تباطؤ بعيد الأمد في الاقتصاد العالمي، فسجل مؤشّر «داو جونز» تراجعاً بنسبة 3,12%، فيما تراجع «نازداك» 4,05%. وتخطّى تراجع بورصات فرانكفورت ولندن ومدريد وزوريخ 3%. وبينما خسرت بورصة باريس 3,55%، هبطت «ميلانو» بأكثر من 5%، كما خسر مؤشّر «يوروستوكس 50» لمنطقة اليورو 3,6%. وفي آسيا، أغلقت البورصات الصينية جلسة أمس على تباين، إذ سجّلت بورصتا هونغ كونغ وشانغهاي تراجعاً، فيما حقّقت «شينزن» تقدُّماً طفيفاً. كذلك، هبطت بورصة السعودية 3%، مسجلة أكبر خسارة منذ 13 أيار/ مايو حينما تعرّضت ناقلتا نفط لهجوم قبالة ساحل الفجيرة.

جاء كل ذلك متوازياً مع هبوط أسعار النفط، إذ بلغ سعر برميل «برنت» 56,05 دولاراً، مسجلاً انخفاضاً بـ4,19%، مقارنة مع سعر الإغلاق الجمعة. وفي نيويورك، خسر برميل «غرب تكساس الوسيط» 3,97%، ليبلغ 51,26 دولاراً، أي بانخفاض قدره 4,19%. من جهته، توقّع «بنك أوف أميركا» بلوغ سعر «برنت» في المتوسط 62 دولاراً في 2020، بدعم الانخفاضات الطوعية وغير الطوعية في إمدادات «أوبك»، وعزا الانخفاضات «الموقتة» إلى قيود يفرضها عدد من الدول لمنع تفشيه على أراضيها. أما الذهب، فسجّل سعراً قياسياً جديداً منذ سبع سنوات بلغ 1689,31 دولاراً صباح أمس.

تأسيساً على ما تقدم، قال تانغي لو ليبو، من شركة «أوريل بي جي سي» للمضاربة في البورصة، «إنه وضع جديد على الأسواق المالية»، موضحاً أن «كورونا ينتشر خارج الصين في دول مثل كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، ما يمكن أن يتسبّب في بلبلة هائلة في شبكات التموين العالمية إذا تزايدت تدابير الحجر». ومع تزايد بؤر العدوى، «يُخشى من وباء عالمي مع كل ما يمكن أن نتصوره من عواقب على الإنتاج العالمي للسلع والخدمات»، وفق الخبير الذي رأى أنه «لن يكون بإمكان الأسواق هذه المرة الاستناد إلى توقّعات أن المصارف المركزية ستتّخذ تدابير جديدة للحدّ من تراجعها».

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى