الانفصال والطلاق: رحلة البحث عن الذات من جديد
فترة الانفصال عن شريك الحياة، تعتبر واحدة من أصعب الأوقات التي قد يمر بها الإنسان، خاصة إن كانت هذه العلاقة الزوجية قد استمرت لوقت طويل، أو كان يجمع بين طرفين ذكريات وأمور كثيرة، ولكن في النهاية هو أمر واقع عليكِ أن تعيشينه رغم الصعوبات.
ولهذا سوف نقدّم لكِ بالتفاصيل أمور كثيرة عن الانفصال والطلاق، ورحلة البحث عن الذات من جديد.
التكيف مع الحياة بعد الانفصال
إن التكيف مع الحياة بعد الانفصال هو أفضل أمر يمكن أن تقدميه لنفسكِ، وفي السطور الآتية إليكِ بعض النصائح التي قد تساعدكِ:
اسمحي لنفسك بالحزن
مهما كانت ظروف انفصالكما، فإن مشاعركما صحيحة ومعالجتها هي رحلة في حد ذاتها.
وتقبلي فكرة إنك تخسرين جزءًا كبيرًا من حياتك عندما تنفصلين عن شخص ما، فهو صديق وحبيب وزوج، لذا من الطبيعي أن تشعري بمثل هذه المشاعر.
لا تبقي على اتصال خاصة بعد الانفصال مباشرة
ربما قلتما أنكما ستبقيان أصدقاء، كما يفعل الكثير من الناس، ورغم أنه قد يساعد الحفاظ على الاتصال على بقاء الأمور متحضرة ويجعل الانتقال أقل مفاجئة، ولكن قد يصعب عليكِ سرعة التكيف على حياتكِ الجديدة.
لذا حاولي ألا تبقي على اتصال في الفترة الأولى من الانفصال، وما بعد ذلك يتوقف على اختياركِ أنتِ
احمي قلبك بتطهير وسائل التواصل الاجتماعي
سواء كنت تتصفحين الصور القديمة للأوقات السعيدة أو تضغطي على تحديث في الملف الشخصي لحبيبك السابق لتحليل كل تحديث، فإن فيسبوك وInstagram يمكن أن يكونا سمًا خالصًا لمنكسري القلوب.
لذا لا تحاولي إرضاء فضولك بالاطلاع على ما يفعل طليقكِ، لأن ذلك سوف يفقدكِ تركيزك على ذاتكِ.
لا تتصلي بزوجكِ السابق إلا في حالة الضرورة القصوى
إذا كان هناك أولاد بينكما، فالأمر حتماً سيكون صعب، ولكن في هذه الحالة يمكن لأهلكِ أن يتولوا هذا الأمر، حتى تتكيفي أنتِ على حياتكِ الجديدة، وتستطيعين النهوض مرة أخرى من أزمتكِ.
وكلما ابتعدت عن طليقكِ أو حبيبكِ السابق، كلما ساعد ذلك في عملية الشفاء.
انشغلي في ما تحبين
حاولي الانشغال في هذه الفترة، حيث يمكنكِ ممارسة الأنشطة التي تحبيها، أو البحث عن عمل جديد، أو تطوير عملكِ الحالي، حيث من المهم أن تضعي خطة جديدة لحياتكِ المقبلة، والانشغال سيشغل تفكيركِ ويجعلكِ تركزين أكثر على ذاتكِ.
استعادة الثقة بالنفس بعد فترة الطلاق
إليكِ بعض الأفكار التي قد تساعدكِ على استعادة ثقتكِ بنفسكِ بعد الانفصال:
لا تأخذي الامور بشكل شخصي
قد يقع بعض الأشخاص في فخ أن الطرف الآخر لم يحبهم، ولكن انتبهي أن الأمر قد لا يتعلق بكِ في المقام الأول، ربما حدث الانفصال لأن الطرف الثاني ضعيف، أو لأنه لم يعد يستطيع تحمل المسؤولية أو لأنه لم يعد هناك توافق بينكما.
فكري في الإيجابيات
عند تفكيرك بأن الأمر غير شخصي، ستنتقلي بعدها لفكرة الإيجابية، وهي التركيز على الأمور الجيدة التي تقومين بها في الوقت الحالي، والتي تقدميها لنفسكِ، ولعائلتكِ، حيث تعزز ثقتكِ بنفسكِ، وتحافظ على مزاجكِ أفضل.
الانطلاق نحو بداية جديدة بعد نهاية الزواج
شاركي في الأنشطة التي ترفع معنوياتك، ابحثي عن الأفعال التي تجلب لك السعادة وشاركي فيها عمدًا لمدة ثلاثين دقيقة فقط يوميًا، قومي مثلاً بالمشي في الخارج، اجلسي على مكتبك وتمددي وخذي نفس عميق، ابتسمي في كثير من الأحيان وكل يوم، حتى لو كنت لا تشعرين أنك أسعد أنسانة، حيث كل تلك الأمور سوف تجلب لك طاقة إيجابية بغض النظر عما تجلبه هذه اللحظة.
الطلاق وأثره على الأطفال: كيفية التعامل
يمكن أن يكون الطلاق وقتًا صعبًا بالنسبة للعائلة، ولا يدرك الآباء طرقًا جديدة للتواصل مع بعضهم البعض فحسب، بل يتعلمون أيضًا طرقًا جديدة لتربية أطفالهم، فعند طلاق الوالدين، يمكن أن تختلف آثار الطلاق على الأطفال، يتفاعل بعض الأطفال مع الطلاق بطريقة طبيعية ومتفهمة، بينما قد يواجه أطفال آخرون صعوبة في هذه المرحلة الانتقالية.
اليك ما يجب أن تعرفيه عن الطلاق العاطفي أسبابه وعلاجه
ويتمتع الأطفال بالمرونة، ومع المساعدة يمكن اعتبار مرحلة الطلاق بمثابة تعديل وليس أزمة، وبما أن الأطفال في حالة الطلاق يختلفون (أمزجة مختلفة، وأعمار مختلفة)، فإن آثار الطلاق على الأطفال تختلف وإليكِ بعض الأمور التي تساعدكِ على كيفية التعامل مع طفلكِ بعد الطلاق.
– ذكّريهم بأنهم محبوبون من كلا الوالدين.
– كوني صادقة عند الحديث عن الأمر ولكن ضعي في اعتبارك عمر الطفل وفهمه.
– تجنب اللوم ولا تشاركي مع الاطفال أي مشاعر سلبية لدى البالغين تجاه بعضهم البعض.
– حافظي على الروتين مثل الذهاب إلى المدرسة وأوقات محددة للوجبات.
– دعهم يعرفون أنه يمكنهم التحدث معك عن مشاعرهم – اشرحي لهم أنه لا بأس أن تكوني حزينة أو مرتبكة أو غاضبة.
– استمعي أكثر مما تتحدثي – فالإجابة على الأسئلة ستساعدهم على الانفتاح.