أخيرا بدأت أمريكا بالمشاركة مع بريطانيا التدخل العسكري لمصلحة إسرائيل. وبعد حوالي 100 يوم على إعلان واشنطن المواكب للعدوان الإسرائيلي على غزة بأنها لن تسمح بتوسيع الحرب الدائرة هناك، ها هي تقوم بنفسها بتوسيعها لمصلحة إسرائيل عبر استهداف اليمن التي وقفت مع المقاومة واستهدفت السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية . أي أن واشنطن حرصت على منع الآخرين من توسيع الحرب الدائرة في غزة لمصلحة الإسرائيليين وقامت هي بنفسها بتوسيعها لمصلحة إسرائيل، غير عابئة بإمكانية اشتعال حرب إقليمية ذات تدخلات دولية مدمرة.
اليمن ساند المقاومة الفلسطينية في غزة باستهداف السفن المتوجهة إلى المواني الإسرائيلية مما أثر و أضر بالاقتصاد الإسرائيلي، وأثار رعب الشركات الغربية من المرور في البحر الأحمر. و عندما أحتجت أمريكا على أعمال اليمن في البحر الأحمر وتعطيلها حركة الملاحة فيه ردت صنعاء أن الحل بسيط وهو أن توقف إسرائيل عدوانها على غزة فتوقف اليمن استهداف أي سفينة وتعود حركة المرور في البحر الأحمر آمنة و محفوظة. لكن أمريكا لا تريد وقف الحرب على غزة، وأعلنت ذلك بشكل واضح . لذلك وجدت أن استهداف اليمن وقصف أكثر من 60 موقع فيه بالصواريخ التوماهوك هو ما يعيد السلام للمنطقة والأمن للبحر الأحمر وإسرائيل. وفي الحقيقة فإن هذا القصف لليمن هو ما يشجع ويزيد من جنون وعدوانية إسرائيل ضد غزة وكل من يساندوها.
الحوثيون في اليمن أعلنوا أن الضربات الأمريكية البريطانية لم يكن لها أثر على قدرات الحوثيين. كما أعلنوا أنهم مستمرون في استهداف السفن المتوجهة إلى إسرائيل وكأنهم يخبرون العالم ويؤكدون أن القصف الأمريكي البريطاني كان فاشلا ولم يؤثر الأثر الذي أعلنوا عنه . من جهتها قالت صحيفة الواشنطن بوست ان الضربات الأمريكية البريطانية لليمن والحوثيين هي بالضبط ما يريده الحوثيون، وهذا ما يضع إشارات استفهام أمام جدوى هذه الضربات. وربما هذا ما سيدفع أمريكا وبريطانيا ومن معهم إلى ضربات أخرى يعوضون فيها ما فشلوا به كما يروج الحوثيون. وهذا ما يجعل البحر الأحمر بحرا من دماء بحق كما قال أردوغان تعقيبا على القصف الغربي لليمن.
أمريكا وبريطانيا اتهمت إيران بتوجيه وتسليح وتمويل وإدارة الحوثيين، واعتبرت ان ما يقوم به اليمن في البحر الأحمر هو مصلحة إيرانية ويتم بطلب من طهران، وهذا ما يجعل الحوار بين الغرب وإيران وصل إلى استخدام العمليات العسكرية . صحيح انه يقتصر هذه المرة على استهداف الغرب للأذرع الإيرانية (الحوثيين) ولم يستهدف إيران مباشرة ولكن من قال أن الامر سيقتصر على ذلك، ومن يضمن ألا تحدث خطوة ناقصة أو خاطئة ينزلق بسببها الجميع إلى حرب مدمرة.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة