تحافظ محاور القتال في كلّ مناطق قطاع غزة على المستوى نفسه من الإشغال. ففي شمال وادي غزة، دارت، خلال نهار ، اشتباكات عنيفة في جميع نقاط التوغّل. ووفقاً لشهادات ميدانية، فقد التحم مقاتلو المقاومة مع جيش العدو في محيط مفترق حميد شرق مخيم الشاطئ، توازياً مع اندلاع مواجهات شرسة على مفترق الصناعة، غرب مدينة غزة. كذلك، التحم المقاومون مع جيش العدو في منطقة أبو الكاس في حي الرمال الجنوبي، فيما شهدت المناطق الغربية لحيَّي الشيخ رضوان والتوام، كثافة في القصف الجوي والمدفعي.
كما استهدفت الطائرات الحربية منزلاً في منطقة حبوب في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع. وفي مجمع مراكز الإيواء في منطقة تل الهوا، حاصرت الدبابات الإسرائيلية عدداً من المدارس، وأجبرت آلاف النازحين على استقلال شاحنات كبيرة، ونقلتهم إلى مناطق وسط القطاع، فيما اعتدت على من رفض الإخلاء، بالضرب المبرح.وفي مدينة خانيونس، وهي مركز الزخم الأكبر في العمليات القتالية جنوب القطاع، واصلت الطائرات الحربية شنّ غارات كثيفة على المناطق الشرقية والغربية للمدينة. كذلك، اقتحمت دبابات العدو ساحة «مستشفى الأمل» غرب خانيونس، كما واصلت حصار «مجمع ناصر الطبي». أيضاً، شنّت الطائرات الحربية غارت عنيفة على المناطق الشرقية لمدينة رفح، التي تعجّ بأكثر من مليون نازح.
وفي ما يخص الجهد المقاوم، شهدت محاور القتال في مناطق غرب مدينة غزة، والتي تتوغّل فيها الدبابات الإسرائيلية للمرة الثانية خلال ثمانية أيام، تنفيذ عدّة عمليات؛ إذ أعلنت «كتائب القسام» استهداف دبابة كان يتجمّع حولها جنود في غرب مدينة غزة بقذيفة «الياسين 105». وأكّد «الإعلام العسكري» التابع للكتائب أن المقاومين اشتبكوا مع قوة راجلة وأوقعوها بين قتيل وجريح، في منطقة أبراج المقوسي. كما أعلن تمكّن مقاتلي «القسام» من استهداف دبابة هناك بقذيفة «الياسين 105»، وكذلك تدمير دبابة «ميركافا» وجرافة «d9» كانتا ترابطان قرب مفترق الصناعة غرب مدينة غزة، بقذائف «الياسين 105». وأكّد شهود من الأهالي اشتعال النيران في الدبابة لعدة ساعات. بدورها، تمكّنت «كتائب المجاهدين»، وفق ما أعلنت، من تفجير جرافة «d9» بقذيفة «آر بي جي» غرب مدينة غزة.
حاصرت الدبابات الإسرائيلية عدداً من المدارس في تل الهوا وأجبرت آلاف النازحين على تركها
وتشير حدة الاشتباكات في محاور القتال شمال وادي غزة، والتي فجّر فيها المقاومون ما مجموعه خمس آليات في خلال يوم واحد، إلى أن الجهد الإسرائيلي الذي يفترض أن العملية العسكرية حقّقت أهدافها، وحوّلت تلك المناطق إلى أراض رخوة، سهلة في العمل العسكري، قد باء بالفشل. وتدلّل على ذلك، قدرة المقاومين المستمرة على إيقاع خسائر مؤثرة في صفوف القوات المتوغلة. وفي خانيونس، كان نهار أمس، واحداً من أشد أيام القتال ضراوة، حيث أعلنت «سرايا القدس» تفجير أربع دبابات كانت تتوغّل في منطقتَي جورة العقاد والعرايشة، بقذائف «آر بي جي»، غرب المدينة. أيضاً، أعلنت «السرايا» تفجير دبابة وجرافة في محور التقدم جنوب غرب المدينة.
أبو حمزة يتحدّث
في غضون ذلك الضغط الميداني، ألقى الناطق العسكري باسم «سرايا القدس»، أبو حمزة خطاباً مصوّراً، أكد فيه، أن «السرايا» إلى جانب كلّ الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، تواصل التصدي لآلة البطش الإسرائيلية في كل محاور القتال. واعتبر أن فكرة تحقيق النصر على المقاومة بدأت تتلاشى في أوساط «كابينت الحرب» الإسرائيلي، وتوجّه إلى جيش العدو برسالة قال فيها: «لو فتّشتم رمال غزة ذرة ذرة، فلن يعود أسراكم إلا بقرار من المقاومة». كما وجّه التحية إلى الجبهات الرديفة في لبنان واليمن والعراق. وفي المقابل، يواصل جيش الاحتلال ضخّ كميات ضخمة من المياه في أنفاق في القطاع بهدف تدميرها. وأشار، في بيان، إلى أن «ذلك جزء من مجموعة وسائل ينشرها الجيش للقضاء على التهديد الذي تمثله شبكة الأنفاق تحت الأرضية لحماس».
صحيفة الاخبار اللبنانية