التعامل مع الشريك العنيد
التعامل مع الشريك العنيد ! الشخص العنيد هو الذي لا يميل لتغيير أرائه أو أفكاره بسهولة ، و يتمتّع بنوع من الإصرار الشديد في قراراته ، و التي لا يقبل التنازل عنها أبداً، و لا يسمح لأحد بلومه أو إنتقاده ، بل على العكس كلّما زاد إنتقاده زاد عناده، و أصراره على رأيه .
و تعتبر هذه الصفة من أسوأ الصفات على الإطلاق ، وكثيرا ما نشهد مشاكل بين زوجين تؤدي بعض الأحيان إلى حالات طلاق نتيجة هذا السلوك الغير سوي و الذي يكون السبب الرئيسي فيها العند و التشبث بالرأي .
فبعض الرجال دائما ما يقومون بإصدار القوانين والأنظمة داخل المنزل و يفرضون سيطرتهم و أرائهم حسب رؤيتهم الشخصية، ويجبرون عائلاتهم على تطبيق هذه القوانين دون جدال أو نقاش و حتى أنهم يميلون لأتخاد جميع قراراتهم بأنفسهم دون إستشارة زوجاتهم. و كثير من الأحيان عند قيام الزوجة بمناقشته يتشبثون بأرائهم ، و يصيرون أكثرعنادا دون أن يشعروا بذلك .
التعامل مع الشريك العنيد
لذا الزّوجة التي تملك زوجاً عنيداً تواجه العديد من المصاعب في طريقة التعامل معه وإرضائه ، فهو لا يستمع لها أبداً ولا يفسح المجال أمامها لتتحدّث أو لتعبر عن رأيها. لذا فإن عليها التصرف بذكاء وحكمة ، وتقبل الطريقة التي يفرضها زوجها حتى وإن كان ذلك يغضبها كثيرا ، فمحاولة تقبل هذا الطبع والتعايش معه ستسهل عليها كيفة التأقلم مع طريقة تفكيره .
ومن أهم الأمور الواجب عليها القيام به هي أن تبتعد بدورها عن عنادها بصورة دائمة، فالعناد بين الزوجين يؤدي إلى جفاف العلاقة بينهما ، و تأجيج المشكلات بسبب أن كل منهما متشبث برأيه ولا يقبل الاعتراف للأخر بأنه على خطأ ،فهي قد تكون أيضا ممن يعانون من هذا السلوك و تكون ذا طبع عنيد إما منذ صغرها و قبل الزواج ، أو أنها تطبعت به بعد الزواج مع الوقت بسبب مواقف وأوقات معينة .
لذا على الزوج التي تكون زوجته ذا طبع عنيد إيجاد الحل المناسِب للتعامل معها و مساعدتها ، بطريقة هادئة و لطيفة. و فهم سبب عنادها. أو النظر لرأيها بإيجابية .
فالعناد من قِبل الطرفين ليس الحل الأمثل. و عليهما مساعدة بعضهما البعض و العمل مع على التخلص من هذه المشكلة كشريكين عليهما القيام معا بحل أي مشكلة تواجههما لأنها مع الأيام قد تتفاقم وتصبح أكبر وأصعب
و هذه بعض النصائح التي قد تساعدهما على ذلك :
-لا تبدوا الرفض الدائم لجميع قرارات الطرف الأخر حتى وإن كان معظمها خاطئة لأن ذلك سيشعره بأن قراراته دوماً مرفوضة فيزداد بذلك إصراراً وعناداً.
-عند إنفعال أحدكما لا يجب على الأخر التصدي له أو محاورته بل عليه ضبط انفعالاته و التكلم معه بأسلوب هادئ . والأبتعاد قدر الإمكان عن الكلمات القاسية والعصبية أثناء التحاور في موضوع ما. و تركه يتحدث حتى الأنتهاء من كلامه لأنه في النهاية سيهدأ و يستتدرك أخطائه و قد تجبره بهدوئك على مراجعة نفسه و الاعتذار .
– المحاولة بشكل دائم تقوية علاقتكما الإجتماعية لأكتساب مهارات التّواصل والإتّصال مع الآخرين. و حسن الإنصات للغير و تقبل أفكارهم . و يجب الإنتباه بأنّ الشريك العنيد يكره الإلحاح والطلبات المتكررة . فالإلحاح في الطلب يزيده عنداً.
– لا يجب توجيه اللوم له على قرارات إتّخدها بمفرده و إن لم تكن صائبة. و إشعاره بأهمية مشاركته للقرارات. و معاملة بعضكما معاملة حسنة. كما و تقبل عيوب الأخر والعمل معا على معالجتها .
-إن استخدام روح الدعابة في الحوارات بالإضافة للمسة الحانية لها الأثر الأكبر في التخلص من الأنانية والتعصب والسيطرة. فلا يجب تضخيم المشاكل حتى لا تصبح الشغل الشاغل بينكما. و تجنب أسلوب إعطاء الأوامر والتحدث بقسوة. لأن ذلك سيزيد من العناد.
و الأكثر أهمية. هو إشعار الشريك العنيد بالحب ليس بالكلام فقط. وإنَّما بالعمل أيضاً. فالحب كفيل بأن يذيب أي إحساس بالأنانية. فطاقة الحب لها تأثير فعال وتجعل من كل أمر صعب سهل. فالشخص العنيد ليس بالضرورة شخص قاسي أو متحجر القلب. لكن للأسف المشكلة تكمن في أسلوبه التي توحي دوماً للآخرين بالقسوه والتسلّط و التي قد تكون بسبب ميله الدائم لتطبيق أفكاره وعدم الأخذ بآراء الآخرين . و اعتماده دوما على نفسه فقط دون إفساح المجال لتدخل طرف أخر .