نوافذ

الحاجة إلى الحب !

سان فرنسيسكو

الركض في سوق السلع ناتج عن حاجات أساسية للبشر، البيع والشراء في لغة الاقتصاد هو عملية تبادلية تنتج عن الحاجات التي تتوالد كل يوم في حياة الناس بغض النظر عن الجنس واللون والفكر والدين، لكن أحداً لايمكنه شراء الحب من السوق !

الناس بحاجة إلى الحب، كحاجتهم إلى كل تلك الأشياء التي تتعلق بوجودهم، فهل نسعى وتسعى البشرية إلى الحب ؟

الحب ليس كلمة من حرفين، إنه أكبر وأشمل من ذلك بكثير .

هو شلال متدفق يغسل القلوب ، بل هو عدو للأحزان ينير المناطق المعتمة في النفس البشرية، وهو العتبة الأولى نحو الحرية التي يسعى إليها الجميع .

يساعدنا الحب في التغلب على مصاعب وهموم الحياة، وينظف النفس من الكذب والنفاق ويقضي على بذور الشر التي تنمو فتنتج الكراهية والحروب والموت والدمار.

يتجاوز الحب العادات والتقاليد البالية التي عفا عليها الزمن، فلحظة الحب هي الصدق الخالص الصافي التي يكبر فيها الولاء للإنسانية، ويصبح فيها العطاء سعادة وبذل وعطاء، وتقديم  الروح رخيصة من اجل الوطن في كل مجتمع بشري حضاري.

انه التفاني من أجله كحب، ومن أجل عائداته الكبرى على الجنس البشري،  وللحب درجات: الحب ثم العشق ويليه الهيام.

الأول نوعان حب إنساني تعكسه علاقات البشر فيما بينهم، وحب إلهي نجده لدى المتصوفين، وهو يرتقي إلى  عشق فهيام ليصب في الخير المطلق .

في الحب جمال يحيطه جمال وقد رأيناه في الفن والأدب وكل ما أنتجته البشرية على هذا الصعيد، وهو يعلو فوق المعتقدات ويأتي فجأة مثل ومضة او طلقة وليس له شروط انه يحتاج الى نفوس عظيمة لا ترى قبحا في الوجودلأنه إيقاع سحري ليس له حسابات وفي حقيقته ينبوع يفيض على السلوك ويصقل الشخصية والذي يحب لا يمكن ان يكره الاخرين انه حجر أساس الإنسانية .

لذلك نحن بحاجة إليه ، تماما كما نركض في الأسواق بحثا عما نحتاج إليه، أما السوق الحقيقي للحب، فهي في الأرواح والنفوس والأخلاق !

 بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى