الخارجية الروسية تحذر من التذرع بمزاعم الهجوم الكيماوي في دوما للتدخل عسكريا في سورية.. وترامب يهاجم الأسد بقوة

وصفت موسكو ما يتردد عن هجوم كيماوي جديد في غوطة دمشق الشرقية بأنها “استفزازات سبق أن حذرت موسكو منها … تهدف لتبرير ضربات محتملة على سورية من الخارج”. ونقل موقع “روسيا اليوم” عن الخارجية الروسية القول اليوم الأحد، في بيان صحفي، إن المنظمات التي استندت التقارير عن هجوم كيماوي إليها “سبق أن ضُبطت متلبسة في التواطؤ مع الإرهابيين”.

وحذر البيان من أن “أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سورية، حيث يتواجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقا، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية”.

وأشارت الخارجية إلى أن “الأنباء عن استخدام السلاح الكيميائي في دوما وردت في وقت يواصل فيه الجيش السوري عملياته القتالية في الغوطة الشرقية بغية تحرير سكانها من قبضة المسلحين والإرهابيين الذي يستخدمون المدنيين كدروع بشرية”.

كانت منظمات إغاثية أكدت مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا أمس جراء هجوم يشتبه في أنه كيماوي استهدف آخر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، وسط مخاوف من أن عدد القتلى قد يتجاوز المئة. جاء ذلك فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسؤولين عن “الهجوم الكيميائي المتهور” على مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا بدفع “ثمن باهظ”.

قال ترامب في سلسلة من التغريدات حول دوما حيث تتهم اجهزة الاغاثة قوات الجيش السوري باستخدام غاز “الكلور” ضد المدنيين “قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا”، مضيفا “الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا”. كما دعا الى “فتح المنطقة فورا امام مساعدات طبية وعمليات تحقق”.

بدورها، دانت تركيا بشدة الأحد ما وصفته بأنه “هجوم بالأسلحة الكيميائية” استهدف مدينة دوما السورية مشيرة إلى “شبهات قوية” بأن نظام الرئيس بشار الأسد مسؤول عنها.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان “ندين الهجوم بشدة ولدينا شبهات قوية بأن النظام نفذه حيث سجله في استخدام الأسلحة الكيميائية معروف لدى المجتمع الدولي”.

وأثارت تقارير حول هجوم محتمل بـ”الغازات السامة” تنديداً دولياً غداة توجيه معارضين ومسعفين أصابع الاتهام لقوات الجيش السوري متحدثين عن عشرات الضحايا في دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، فيما نفت دمشق ذلك.

وقالت أنقرة أن هذا الهجوم يظهر أن القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا تم تجاهلها “مرة جديدة”.

وطالبت وزارة الخارجية منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بإجراء تحقيق مشيرة إلى أنها تترقب إدانة من الأسرة الدولية.

ولم يذكر البيان بصورة مباشرة روسيا حليفة نظام دمشق، لكنه طلب من “الأطراف الذين لهم نفوذ على النظام السوري” أن يتثبتوا من وقف مثل هذه الهجمات ومعاقبتها.

واثرَ عملية عسكرية جوية وبرية وعمليتي إجلاء لمقاتلين معارضين، تمكن الجيش السوري من السيطرة على 95 في المئة من الغوطة الشرقية لتبقى دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي دخل في مفاوضات معقدة مع روسيا.

وأعلن مصدر سوري رسمي الأحد التوصل الى اتفاق لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام من دوما، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا). ومن شأن خروج جيش الاسلام من دوما أن يتيح للجيش السوري استعادة كامل الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد إلى وقف المعارك في دوما قرب دمشق، مشيرا إلى أنه ليس بوسع المنظمة الدولية تأكيد استخدام أسلحة كيميائية طبقا لتقارير وردت.

وأعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان أن “الأمين العام يشعر بقلق كبير حيال العنف الشديد المتجدد في دوما خلال الساعات الـ36 الأخيرة بعد فترة من الهدوء النسبي” و”يدعو جميع الأطراف لوقف المعارك والعودة إلى الهدوء”.

وافاد البيان أن غوتيريش “قلق بصورة خاصة حيال المزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية ضد مدنيين في دوما”. وتابع أنه “حتى لو لم يكن بوسع الأمم المتحدة التثبت من هذه المعلومات، فإن الأمين العام يشدد على أن أي استخدام لأسلحة كيميائية، في حال تأكد، فسيكون مشينا ويستوجب تحقيقا معمقا”.

وبعد تعثر اتفاق سابق، استأنفت قوات الجيش السوري الجمعة والسبت قصفها العنيف لدوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وأثارت تقارير حول هجوم محتمل بـ”الغازات السامة” تنديداً دولياً غداة توجيه معارضين ومسعفين أصابع الاتهام لقوات الجيش السوري متحدثين عن عشرات الضحايا.

واتهمت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) وفصيل جيش الإسلام و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” قوات الجيش بشن هجوم بـ”الغازات السامة”.

وقال البابا فرنسيس أمام الآلاف في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان “تأتينا أخبار مروعة من سوريا حيث سقط عشرات الضحايا بينهم الكثير من النساء والأطفال (…) تأثر كثيرون بتداعيات المواد الكيميائية في القنابل” الملقاة على سكان دوما.

وأعلن مصدر رسمي سوري الأحد التوصل الى اتفاق لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام من مدينة دوما، ينص على “خروج كامل إرهابيي ما يسمى جيش الإسلام إلى جرابلس (شمال) خلال 48 ساعة”، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى