أنسام صيفية

الخوف الأكبر

الخوف الأكبر…. ليس الموت هو أكثر ما يخيفني في هذه الأيام التعيسة ؟  ثمة خوف آخر أشد وأعمق هولاً يهز أفكاري و يربك عقلي ، ألا و هو هذه المباراة الغليظة في تبادل الشكوك والإتهامات بين أكبر دولتين في هذه المرحلة الأخيرة من التاريخ البشري : الولايات المتحدة الأمريكية و الصين .

أميركا برئيسها المتفاخر الذي يوجه التهم بأسلوبه الرادع ، والصين التي تراوغ و تلعب دور الراغب في التعاون في حين هي التي بدأ من عندها ” فيروس كورونا ” بالظهور وهي تبدو الآن الأكثر سيطرة على هذا الوباء إذ انعدمت الإصابات لديها تقريباً إلا في مواطنيها الراجعين إليها من الخارج وكأنها هي التي اختارته وتعمدته غير عابئة بموت بعض سكانها بهدف التقليل من عددهم الذي تجاوز المليار نسمة ، وهكذا تراجع ترتيبها الآن في الخسائر البشرية إلى رابع أو خامس دولة وباتت الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في ترتيب الخسارة في الإصابات والوفيات بفارق كبير عن جميع الدول ، فإذا أضفنا إلى هذا المشهد المخيف النسبة المتزايدة بإستمرار في الدول الأوروبية الكبرى مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا مما يدفع إلى التفكير الموحش  بأن هذه الحرب الهمجية بين البشر وفيروس كورونا تبدو كما لو أنها حرب مستمرة بهذه الخسائر الفادحة أشهراً أخرى ، فما عسى سيكون عليه المشهد العالمي بأسره إجتماعيا وسياسيا و إقتصاديا و قدره على ترميم هذا الخراب الواسع والعميق في الحضارة الإنسانية والإحتفاظ بقدرتها على التقدم الحضاري الإيجابي.

متى إذن سوف يتوقف هذا الطوفان الخارق في إكتساح كل ما يتصل بحياة البشر على كوكبنا المسكين المهدد ، وكيف يمكن إستعادة الحياة كما يجب أن تكون بعد هذه المحنة ؟! فيا كوكبنا الأثير … يا أيتها الأرض الوحيدة وسط الكواكب الأخرى الخاوية من الحياة التي تدور حول الشمس …ماذا سيكون مصيرك بعد –  كذا – من السنين إذا استمرو تكرر هذا الخراب هل ستظلين الكوكب الأنضر والأجمل والأقدر على الإحتفاظ بمظاهر الحياة المتطورة بإستمرار نحو الأفضل، أم سيكون مصيرك مثل الكواكب الأخرى؟!.

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى