تحليلات سياسيةسلايد

الرئيس الجزائري: قرار قطع العلاقات مع المغرب كان “بديلاً عن الحرب” ونتيجة تراكمات منذ العام 1963 والرباط سبب المشاكل

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن قرار قطع العلاقات مع الجارة المغرب كان “بديلاً لنشوب حرب بين الدولتين”.

جاء ذلك في مقابلة للرئيس الجزائري مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، نشرتها الجمعة.

وأفاد تبون أن قطع العلاقات مع المملكة المغربية صيف العام 2021 كان “نتيجة تراكمات منذ العام 1963”.

وأضاف أن “النظام المغربي هو من سبب المشاكل وليس الشعب فهناك 80 ألف مغربي يعيشون في الجزائر بكرامة”، وتنفي الرباط عادة اتهامات الجزائر بهذا الشأن.

وتابع: “قطع العلاقات مع المغرب كان بديلاً للحرب معه، والوساطة غير ممكنة بيننا”.

وذكر تبون، أنه صفق “للمنتخب المغربي لتشريفه كرة القدم المغاربية والعربية في المونديال (قطر 2022)، لأن الشعب المغربي أيضاً صفق لنا لإحرازنا التاج الإفريقي” في مصر عام 2019.

وخلال الايام الأخيرة، أشيع في وسائل إعلام دولية أن ملك الأردن عبد الله الثاني قام خلال زيارته إلى الجزائر مطلع ديسمبر/ كانون أول الجاري بوساطة بين الجزائر والرباط تشمل إعادة تشغيل أنبوب الغاز الذي يصل إسبانيا مرورا بالأراضي المغربية.

وقطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب منذ أغسطس/ آب 2021، بسبب ما قالت إنها “أعمال عدائية” من الرباط ضدها، وهو ما نفته الأخيرة.

وحول إمكانية عودة الهدوء للعلاقات الجزائرية الفرنسية، قال تبون: “على فرنسا أن تتحرر من عقدة المُستعمِر والجزائر من عقدة المُستَعمَر”.

وشدد على أنه بعد 60 سنة من استقلال بلاده من الاستعمار الفرنسي (1830 /1962) “يجب المرور إلى مرحلة أخرى، فإذا كانت الذاكرة تشكل جزء من جيناتنا المشتركة فإننا نتشارك عدة مصالح أساسية رغم اختلاف الرؤى حولها”.

وأعلن الرئيس الجزائري، عن زيارة مرتقبة له إلى فرنسا خلال العام 2023، والتي تعد الأولى له منذ توليه الحكم نهاية العام 2019.

كما دعا الرئيس الجزائري الجانب الفرنسي “إلى تنظيف نفاياتها النووية بمواقع التجارب بتامنراست ورقان (جنوب الجزائر)، والتكفل بضحايا هذه التجارب في عين المكان”، في إشارة إلى التجارب النووية في الصحراء الجزائرية بين 1960 و1966.

وحول ملف التأشيرات الذي سبب أزمة بين البلدين قال تبون، إن “عودة معدل منح التأشيرات الفرنسية للجزائريين إلى سابق عهده يدخل في إطار منطق الأشياء”.

وأضاف: “اتفاقيات إيفيان (بين الجزائر وفرنسا عام 1962) تمنح الخصوصية للجزائريين في هذا الشأن من بين الدول المغاربية، لذا من الأنسب أن يُحترم ذلك”.

ورداً على سؤال بشأن تراجع انتشار اللغة الفرنسية في الجزائر قال تبون، إن “اللغة الفرنسية لن تُفرض على الجزائريين والخيار بيد العائلات الجزائرية”.

ونهاية أغسطس الماضي، توّجت زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر بإعلان مشترك أعلن بموجبه الجانبان الاتفاق على جملة تفاهمات تخص ملف الذاكرة وماضي الاستعمار الفرنسي في الجزائر (1830-1962)، والتعاون في مجال الأمن والدفاع والسياسية الخارجية والاقتصاد.

وعادة ما تمثل ملفات الحقبة الاستعمارية الفرنسية للجزائر مصدرا للتوتر بين البلدين، حيث تطالب الجزائر باعتذار عن جرائم الاستعمار فيما تقول باريس إنه يجب طي الصفحة والتوجه نحو المستقبل.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى