نوافذ

السوري شيكسبير

السوري شيكسبير…الفينيقيون اكتشفوا، في رحلاتهم البحرية، مكاناً أسموه “بر التنك” . وهذا المكان هو بريطانيا “بريتانيك”.

سيسعد جداً الشاعر سعيد عقل، الفينيقي الأشعث، الذي دائماً، يبلل فمه وشفتيه بعسل فينيقي، وهو يتفاخر بالأجداد البحارة المنطلقين من ساحل لبنان. فلقد زوده ـ مؤخراًـ الباحث الدكتور “كمال أبو ديب” بجرعة ماضٍ منتج للعبقريات يؤكد نظريات الشاعر.

لكن الذي يشبه المزاح، فعلاً، هو هذا التنازع على الملكية الإبداعية… حول موضوع “شكسبير”، الذي كما يفترض “أبو ديب” ، أنه “الشيخ زبير” من قرية سورية قرب “صافيتا”. هاجر من ظلم العثمانيين في القرن السادس عشر، وأبحر إلى “برّ التنك” ـ بريتانيكا ـ بريطانيا اليوم.

كان قد سبق الدكتور أبو ديب عباس محمود العقاد إلى الزعم بأن شكسبير هو “الشيخ زبير” . أما العراقيون، وعلى رأسهم صفاء خلوصي ـ الباحث ـ فقد نازع الجميع بأن صاحبنا هو “شيخ” مهاجر من قرية ” الزبير” القريبة من البصرة ـ العراق.

لدى “أبو ديب” فكرة مهمة واحدة، وهي أن معظم مسرحيات شكسبير تدور في بيئات غير البيئة التي عاش فيها، “ستراتفورد” بريطانيا. مثل صقلية، إيطاليا، وسوريا ،مسرحية “بريكلس”، ومصر، “أنتوني وكليوباترا”، عطيل شخصية عربية.

ولكن هذا لا يفسر الأصل، بل يفترض أن الرجل كان بحاراً سائحاً…مثلاً!

ما الذي يعنيه ذلك؟ وما الفائدة من أن تتفاقم نرجسية العرب بالشيخ أسبر أو زبير، إن كان منهم؟!

لن يزيدوا إبداعهم سطراً، وهم لديهم ما يكفي من العباقرة…الذين، إن دققت في هوياتهم، ستجدهم من كل الشعوب التي وصلت إليها اللقاحات الحضارية، عبر الغزو والفتوحات وأزمنة الاستقرار الحضري.

والحقيقة الجميلة في الموضوع أن الشيخ زبير أحسن صنعاً إذ هاجر إلى “بر التنك” فلو بقي في “صافيتا” لكان اكتفى بزراعة التفاح، والذهاب إلى طرطوس ليعّوج لسانه برخاوة اللهجة البحرية، ويجلس على شاطىء أرواد يفكك سنارات الصيد من أفواه السمك…

“…فهجرة الأدمغة إلى الخارج أفضل من تحجر الأدمغة في الداخل”.

بقي أن نعرف إن كان صاحبنا قد انتسب إلى الحزب القومي السوري ـ الجدّ الأول لتنظيم الثقافة في عصر الأتراك!!

ولعله إحدى المورثات الذهبية كجد لسعيد عقل فكونت إضافة نرجسية للقومية السورية.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى