السيد ياسين: المشروع الإخواني سقط سقوطا تاريخيا ( محمد الحمامصي)

 

 محمد الحمامصي

نفى المفكر المصري السيد ياسين إمكانية وجود أي نوع من المصالحة مع الجماعة الإخوانية مهما كانت تنازلاتهم، وقال "إن المصالحة السياسية مستحيلة، لأن جماعة الإخوان المسلمين – فيما يبدو ليست مستعدة للتنازل عن جميع مفردات مشروعها السياسي الأساسي والذي يتمثل في إقامة دولة دينية، والسعي لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وعدم الاعتداد بمقتضيات الوطنية المصرية ولا بقداسة حدود الدولة، والاستئثار المطلق بالحكم، والرفض القاطع لمبدأ تداول السلطة، مع أنه ذروة القيم الأساسية للديمقراطية".
وأكد أن مشروعهم يحول دون ذلك "هم لديهم مشروع متكامل للهيمنة على الدولة المصرية وتغيير طبيعتها وطبيعة المجتمع، فعمَّ سيتنازلون؟ هل لديهم الاستعداد للتنازل عن مشروعهم؟ هل هم مستعدون لممارسة نوع من المراجعة كما فعلت جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية، الاعتراف بالأخطاء وكيف أولوا الآيات الدينية تأويلات خاطئة وبرروا القتل والارهاب، هل هم مستعدون لذلك؟".
وأوضح في لقاء خاص بـ "ميدل إيست أونلاين" أثناء حفل تسلمه جائزة سلطان العويس في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية أن مشروع الإخوان في مصر سقط، "في 30 يونيو كان الفشل السياسي والسقوط التاريخي لمشروعهم، ثبت فشلهم في إدارة الدولة وسقطت معه حركة الإسلام السياسي نهائيا".
وردا على تساؤل عن كون هذا السقوط قد تم في عهد الرئيس عبد الناصر، قال "ما معنى السقوط التاريخي، أنه تم بعدما حكموا، في عهد عبد الناصر كانوا معتقلين والسادات أفرج عن بعضهم، أما بعد في 30 يونيو 2012 وحتى 30 يونيو 2013 فقد حكموا الدولة المصرية وسقطوا دون رجعة، هذا هو الفارق الجوهري، لن يقولوا لو وصلنا للحكم سنفعل ونفعل، لا، لقد وصلتم وفشلتم، وثبت خطأكم تاريخيا وانتهت القضية، هناك فارق جوهري بين ما حدث لهم في عهد عبد الناصر والسادات والآن، لقد حكموا لمدة عام وجربوا، لم يجربوا من قبل في السلطة في مصر، جربوا في السودان وسقطوا أيضا، لم يجربوا في مصر إطلاقا".
ورأى أن احتفاظ أوروبا وأميركا بالإخوان يمثل جزءا من الاستراتيجية الأوروبية والأميركية، "كان هناك تحالف غربي أميركي أخواني، وتحالف له منطقه، هذه كلها مصالح دول كبرى له، والدول الكبرى لا تلعب. التحالف بدأ انطلاقا من تغيرات في البحث الخاص بالإخوان المسلمين عام 2003 عملته شارلي بينار باحثة في مؤسسة راند كوبيريشن الأمريكية (العقل الاستراتيجي الأميركي)، أصدرت مجموعة أبحاث عن ضرورة خلق إسلامي ليبرالي معتدل وتكوين شبكات من الإسلاميين المعتدلين لدعمهم، وهي الآن مندوب مؤسسة راند في قطر، بناء على هذه الأبحاث اقتنعت الإدارة الأميركية بأن الحل لمواجهة الارهاب ومخاطره التحالف مع مسلمين معتدلين بين قوسين (إخوان مسلمين)، وتمت الصفقة، بناء على اتصالات اتفقوا على تأمين إسرائيل في المقام الأول وخلق منطقة صد ضد الارهابيين، وكونهم متمسكين بهم بعد 30 يونيو، فهذا رهان على المستقبل، لا يريدون فقد استراتيجيتهم التي تعبوا فيها لسنوات ودفعوا ملايين الدولارات، هذه هي الفكرة.
وأكد أن انحلال هذا التحالف مسألة متعلقة بتطور الأحداث، "إذا نجحنا نجاحا بارزا في تنفيذ خارطة الطريق، وبدأت مصر في ممارسة ديمقراطية حقيقية تمثل الشعب عبر الزمن، سيسقط هذا التحالف".
ولفت السيد ياسين إلى أن تحرر المجتمع المصري يأتي من ممارسة النقد المعرفي المسئول ضد المسلمات الخاطئة لهذا المشروع الإسلامي السياسي وتغيير اتجاهات القواعد الشعبية التابعة لهم، وإنتاج خطاب تنويري وخطاب يركز على وسطية الإسلام، هذه استراتيجية التحرر.
وأوضح أن "مصر تمضي نحو استكمال تنفيذ خارطة الطريق بانتخابات رئاسية وبرلمانية ديمقراطية، لبداية حكم ديمقراطي مصر جديد، وبداية تطبيق شعارات الثورة في العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، بداية وضع رؤية استراتيجية لمصر، بمعنى سياسات مصر ايه في االعشرين عاما القادمة، هذه مهمة الرئاسة الجديدة والبرلمان الجديد والوزارات الجديدة، وضع رؤية استراتيجية لمصر أي شكل سياسات مصر في العشرين عاما القادمة، ويتم حول هذه الرؤية حوار مجتمعي ويتم الالتزام بها من كل الوزارات التي ستتشكل خلال هذه المدة".

• النخب الحاكمة

وقال "ليس لدينا الآن نخبة حاكمة، إنها تتشكل حاليا، النخب سقطت، النخب الإخوانية سقطت والنخب الليبرالية سقطت، نتحدث عن تشكل جديد للنخب السياسية المصرية، برلمان جديد لا نعرف شكله بعد، ورئيس جديد ورئيس وزراء جديد، ما الذي يمنع ألا يكونوا مؤهلين فيحسوا بضرورة الارتباط برؤية استراتيجية، الموضوع الأساسي (رؤية استراتيجية مصرية) وليس موضوع من يأتي رئيسا؟ القضية الأساسية أمام الرئيس الجديد سواء المشير السيسي أو غيره أولا تقديم تقرير واف للشعب المصري عن الوضع الراهن في مصر اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا والمشكلات المطروحة باستخدام لغة المؤشرات الكمية والكيفية، وثانيا الاعتماد على لغة التخطيط العلمي التي هي في مخاطبة الشعب التفريق بين المدى القصير والمدى المتوسط والمدى الطويل، يقول (يا جماعة) وفقا للاستراتيجية الموضوعة هناك أشياء لن تنفذ إلا في 3 سنوات، وأخرى بعد 7 سنوات، وأخرى بعد 15 سنة ليس قبل ذلك، لا بد من مصالحة ومكاشفة، وتعوّد الناس التفكير بشكل علمي، لكن يريدون كل هذه الأشياء في نفس الوقت والآن، هذا ليس كلاما علميا بل كلاما غوغائيا، لا بد أن تعيد تربية الشعب وتعمل ثقة حقيقية بين الشعب وحكامه، على أساس المصارحة والمكاشفة والخطة المستقبلية الموجودة التي ناقشها الناس واقتنعت بها، وهذه هي المهمة العاجلة أمام الحكم الجديدة في مصر.

ميدل ايست أونلاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى