نوافذ

الصرصور

الصرصور..

ورطة حقيقية لمن يبقى على قيد الحياة، بعد قصف نووي من العيار الثقيل. وعلى الأغلب لن يبقى أحد.

في المعلومات التي لا أعرف مدى صحتها… بعد انجلاء الغبار الذري، والموت الإنساني العالمي يبقى الصرصور، الذي يحتقره الجميع ويطارده الجميع.

ذات يوم، في بالوعة بيت ما… أطل الصرصور الأسود الضخم المدرع، بقرون استشعاره، أطلّ من فتحة البالوعة ولكنه تراجع بعد أن سمع هذا الحوار بين الأب وابنه.

يقول الأب طالباً من ابنه قتل الصرصور: هل تعلم سر كراهية الناس له؟

الابن: لأنه قذر ويعيش في الأماكن الأكثر قذارة، وشكله مقرف… يشبه محارباً من عصر النشوء الأول.

الأب: أظن القصة أبعد قليلاً… إنما الغيرة من كائن سيبقى بعد موت العالم. في حضن الخوف يصبح الإنسان صرصاراً. همه الاختباء والاختفاء مهما كلف الصبر على الأذى.

الابن: أنا لا أهنىء احداعلى هذه المزايا…

استطرد الابن…

لو تعلم يا أبتاه، مما يخاف هذا الكائن النووي المحصّن من حماقات الإنسان النووية؟

الأب: أستطيع أن أخمن.

الابن بلهجة مشحونة درامياً:

السلاح النووي ضد “الصرصرة” بكل أنواعها…

الشحّاطه

ـ 2 ـ

إلى سامي أحمد وبندر عبد الحميد:

كان يبالغ في مديحه لنوع معين من السجائر اسمه “أخ تَمار” وهي سجائر أرمنية، على غلافها الأزرق صورة فتاة جميلة تحمل مشعلاً وتدير ظهرها للعالم.

وبما أن المواصفات الخارجية لعلبة سجائر… لا تكفي. قال صاحبنا وراء هذه السجائرقصة :

شاب وصبية أحبا بعضهما. وكان عليه أن يذهب كل يوم سباحة إلى الضفة الأخرى من البحيرة حيث تسكن الصبية “تمار”. وكان عليها أن تضيء مشعلاً ليهتدي بضوئه إلى مكانها.

وذات يوم ضبطها أبوها فاضطرت لإطفاء المشعل في البحيرة . وكانت النتيجة أن تاه العاشق في الظلام وتعب وغرق وهو يصرخ:

“أخَ تمار، أخ تَمار”.

أخرج صاحبي علبته الزرقاء ، وأشعل سيجارة جديدة، وارسل في هواء القصة رائحة معطره . وأضاف سامي جملة أخيرة :

كان بندر يروي القصة ، دائما ، مع تعديلات طفيفة في الشحنة المؤلمة .

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى