رائدا الفضاء من الصين تحقق إنجازاً فضائياً وتتفوّق على أميركا
استطاع رائدا الفضاء الصينيان، كاي شوزه وسونغ لينغدونغ، تسجي إنجازاً فضائياً عالمي جديد عبر السير في الفضاء لأكثر من تسع ساعات، في خطوة جديدة تعكس اهتمام الصين المتزايد بتوسيع برنامجها الفضائي.
إنجازاً فضائياً صيني «موجّه»
أعلنت وكالة الفضاء الصينية (CNSA) أنّ كاي شوزه وسونغ لينغدونغ أكملا السير في الفضاء خارج محطة «تيانغونغ» في المدار الأرضي المنخفض، يوم الثلاثاء الماضي. وتعدّ «تيانغونغ» المحطة المأهولة الوحيدة التي تديرها الصين، وتتنافس مع المحطة الدولية للفضاء التي تحتضن بعثات الفضاء العالمية.
وقد تمكّن الرائدان الصينيان من كسر الرقم القياسي السابق الذي كان مسجلاً من قبل رائدَي الفضاء الأميركيين جيمس فوس وسوزان هيلمز في عام 2001، فيما فاق إنجازهما الرقم القياسي السابق بأربع دقائق فقط، ما يبرز التقدم الصيني في هذا المجال.
مهمة أتمّت بنجاح
شرحت وكالة الفضاء الصينية أنّ الرائدين، اللذين كانا في مهمة «شينزو-19»، ارتديا بدلتيهما الفضائيتين من طراز «فيتيان» لتنفيذ مجموعة من المهمات على السطح الخارجي لمحطة «تيانغونغ»، بما في ذلك تركيب أجهزة الحماية من الحطام الفضائي.
وفي هذا السياق، أكد الباحث في «مركز الصين لأبحاث وتدريب رواد الفضاء»، وو هاو، في مقابلة مع «هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية المركزية» أنّ جميع المهمات المخطط لها قد أُكملت بنجاح.
حروب الأرض تنتقل إلى السماء
سبق للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أن حفّزت سباق الفضاء، إذ كانت هناك منافسة شديدة بين الطرفَيْن لإجراء اكتشافات فضائية كبيرة، حيث بدأ ذلك مع أول عملية سير في الفضاء في عام 1965 من قبل الاتحاد السوفياتي. ومنذ ذلك الحين، أجرى البلدان مئات البعثات الفضائية المشابهة.
إلا أنّ الصين لم تنضم إلى هذا المجال إلا بحلول عام 2008، حيث شهدت أول عملية سير في الفضاء من قبل رائد صيني. ومع تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، تزايد الطموح الصيني في مجال الفضاء، إذ تسعى الصين إلى التفوق في هذا المجال، تماماً كما تسعى إلى الريادة على الأرض.
وقد حققت الصين عدداً من الإنجازات الفضائية المهمة، مثل إرسال أول مسبار لها إلى سطح المريخ في 2021، وكذلك استعادة عينات صخرية من الجانب البعيد للقمر في بداية هذا العام، وذلك في إطار مهمة «تشانغ-6».
حالياً، تعد المنافسة الأساسية بين أكبر اقتصادَيْن في العالم هي في الوصول إلى القمر، إذ تستهدف الصين إنزال أوّل رواد فضاء لها على سطحه بحلول عام 2030، كما تعمل على إقامة قاعدة قمرية على القطب الجنوبي للقمر بالشراكة مع اثنتَي عشرة دولة. في المقابل، تستثمر الولايات المتحدة في برنامج «أرتميس» التابع لوكالة «ناسا»، الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء الأميركيين إلى القمر للمرة الأولى منذ بعثة «أبولو» عام 1972.
صحيفة الأخبار اللبنانية