أنسام صيفية

الطبيعة تدافع عن نفسها

الطبيعة تدافع عن نفسها… ها أنذا سجين داري منذ إسبوعين خوفا من هذا “الفيروس ” المتوحش النشيط الذي يكتسح العالم أجمع تقريبا بإسم رنان ” كورونا “. إن الأوبئة القاتلة مثل الطاعون والكوليرا و الإنفلونزا الإسبانية لم تكن شاملة في غزوتها العالم أجمع في وقت واحد ، لقد كانت تكتفي بمدينة واحدة معزولة يفتك بها الوباء، أما الآن فإن هذا الوباء الجديد ، يجتاح كوكب الأرض ما عدا مناطق محددة في جنوب إفريقيا وأقصى شمال الكوكب، والعجيب أن أكثرالمناطق عرضة للإصابات والوفيات هي الدول الأوروبية الكبرى والأمريكية الشمالية في الولايات المتحدة وكندا والآسيوية بدءاً من الصين فالباكستان فأيران والعراق وشبه الجزيرة العربية بأكملها مروراً بسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل بإصابات أقل فإلى مصر وباقي الدول حتى المغرب…

والغريب في الأمر توقف حركة سير السيارات والمركبات الأخرى والمعامل التي تضخ مداخنها الكبرى دخاناً ساماً كثيفاً والتي أدت إلى التخفيف من تلوث الفضاء وذلك من خلال علامات العافية التي تظهر مثلا في ثقوب طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من حرارة الشمس المحرقة حين بدأت تلك الثقوب بالاختفاء إذ صارت طبقة الأوزون تسترد نشاطها و تتمدد و تغطي الثقوب من جديد، كما لوحظ أن قطعان الغزلان بدأت تظهر في شوارع إحدى المدن اليابانية الكبرى كما بدا في البحار أن الدلافين و البجع و أنواع كثيرة من السمك التي إختفت تقريبا قد عادت إلى الظهور مثلا في أقنية الماء في مدينة البندقية بإيطاليا بعد توقف مراكب الجندول في تلك الأقنية البحرية….

ماذا يعني كل هذا ؟ يبدو أن المؤسسات العلمية في أمور البيئة، عبر مؤتمراتها ونشراتها المتعددة تؤكد أن البشر عبر عمليات التطور والتقدم والاختراعات والتطورات الصناعية في المعامل والسيارات، وما تطلقه من دخان سام ، والنفايات السامة المتكاثرة التي يرميها البشر في الأنهار والبحار وغيرها من سموم في أنواع الأسلحة المدمرة في الحروب وأحداث العنف التي لا تتوقف مما أدى إلى أمراض عديدة مؤثرة في طبيعة المناخ و تلويثه و تسميمه في تركيب الهواء الذي يتنشقه البشر و النبات و الحيوان …

إن البشر بالذات عبر تفوقهم و تطورهم هم سكان الأرض المسؤولون عن خراب البيئة الطبيعية فيها ، وأن الطبيعة الآن مع هجوم فيروس كورونا القاتل الرهيب على البشر الذين يخربون الأرض وهم يدعون أو يتوهمون أنهم يرتقون بالحياة في حين أنهم يخربونها و أن الطبيعة تلجأ الآن إلى الهجوم على الجنس البشري بالذات لأنه المسؤول الأساسي عن هذا الخراب ، وبهذا المعنى يمكن القول أن الطبيعة لا تقوم بهذا الهجوم إلا دفاعاً عن نفسها و بالتالي عن حياة البشر وهم يسعون نحو مستقبل أفضل .

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى