افتتاحية الموقع

 العالم بعد المناظرة الأمريكية:محكومون ب (أسوأ او أكذب) رئيس!

‏د. فؤاد شربجي

‏ شغلت مناظرة بايدن- ترامب العالم ليلة الجمعة.  هذا طبيعي لأنها تتعلق باختيار رئيس “القوة العظمى” في العالم، أمريكا. وإذا كان مواطنو أمريكا انتظروا ما سيطرح حول قضاياهم الداخلية والاقتصادية والمعيشية. فإن سكان العالم تطلعوا إلى ما ستفعل القوة العظمى في قضايا السلام والاستقرار الدوليين.

وإذا ركزنا على قضايانا في المنطقة العربية. فإن العرب تابعوا ما سيقول كل من المرشحين حول قضية فلسطين، وحرب غزة، واستعادة سورية لسيادتها و دورها تابعوا ما سيقوله المرشحان حول الاستقرار والتنمية و مشاريع الازدهار في المنطقة. فماذا كانت النتيجة؟؟؟

‏إذا تركنا للأمريكيين قضاياهم الداخلية. لأنها بمثابة ترف لا يعنينا قياسا لما نعانيه في أوضاعنا البائسة. وإذا دققنا فيما قدمته المناظرة حول قضايا ومستقبل منطقتنا، نجد أن ما طرح لم يأخذ بالحسبان العرب وحقوقهم وقضاياهم. كل ما جاء في المناظرة حول المنطقة تعلق بإسرائيل وتسابق كل من ترامب وبايدن في إعلان ولائهما لتل أبيب..

ترامب الذي استعمل صفة “فلسطيني” كشتيمة واتهامه بايدن بال (الفلسطيني السيئ) عاب على بايدن أنه لا يترك إسرائيل تكمل حربها على غزة. وطالبه أن يعطيها القنابل التي يزيد وزن الواحدة منها على أكثر من الطن لتكمل إبادتها للفلسطينيين.

بالمقابل لم يكن بايدن أفضل فقد أوضح أنه دعم ويدعم إسرائيل حتى (القضاء على المقاومة) بشكل نهائي، وأنه دعمها دائما. وحشد العالم ليمنع عنها الهجوم الإيراني، وأنقذها منه. إضافة إلى أن ما طرح في المناظرة لم يتطرق إلى عملية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولم يذكر “حل الدولتين” او موضوع الدولة الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين الوطنية.

‏الملاحظ بشكل فاقع أيضا. أن المناظرة وعبر المرشحين كلاهما لم يذكرا المنطقة العربية وتطلع العرب إلى التنمية والسلام. كما لم يهتم أي من المرشحين بالدول العربية،ودورها الجيواستراتيجي, في استقرار العالم وأمنه وسلامه. وكلاهما تبارزا حول التصدي لإيران. مما جعلها النقطة الهامة في المناظرة. رغم أن المرشحين تسابقا على الحد من الدور والنفوذ الإيراني في المنطقة والعالم.

غاب العرب و غابت الدول العربية و حضر إيران كموضوع صراعي أساسي في اهتمامات القوة العظمى بالمنطقة.

‏أخطر ما عكسته المناظرة الرئاسية تعلق بمعنى (القوة العظمى) حيث ضيّع المرشحان أهم أسس وظيفة الدولة العظمى. وكلاهما لم يركز أو لم يتناول أي أمر من أمور( قيادة العالم نحو الاستقرار والسلم والتنمية) عبر (إدارة التعاون والتحفيز بين الأمم فيما يحقق حياة إنسانية أكثر صحة ورفأهيه وتقدم للشعوب) وبدلا من الحديث عن قوة أمريكا في قيادة العالم نحو (الخير الإنساني العام) تنافس المرشحان في حرب كل منهما ضد المقاومة الفلسطينية وضد إيران وفيما يخص روسيا والصين.

‏في المناظرة وصف ترامب بايدن بأسوأ رئيس لأمريكا ورد بايدن  بأن ترامب هو اكذب رئيس أمريكي. وربما يمكننا أن نقول أن العالم وخاصة منطقتنا العربية ستسير في المستقبل بسياسة أمريكية يصنعها إما الأسوأ أو الاكذب في البيت الأبيض.

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى