مخاوف أمنية تدفع العراق لتسليم جنود الأسد الفارين للقيادة الجديدة
بدأت السلطات في العراق الخميس في إعادة آلاف الجنود السوريين الذين فرّوا من الجبهة قبل سقوط نظام بشار الأسد، إلى بلدهم عن طريق البرّ بعد تنسيق العمل مع حكام سوريا الجدد، في خطوة تأتي بينما تحاول بغداد النأي بنفسها عن الأزمة السورية وتداعياتها المحتملة على أمن العراق، لكن يبقى مصير أولائك الجنود مجهولا وما اذا كانوا سيخضعون لمحاكمات أم لا، وسط مخاوف دولية من عمليات انتقامية رغم أن القيادة الجديدة لسوريا تعهدت بالعدالة وبمحاسبة من تلطخت أيديهم بدماء السوريين.
حكومة العراق لا تريد الانخراط في أي صدام مع القيادة السورية الجديدة.
وتشير الخطوة في توقيتها الذي بدا مستعجلا إلى أن الحكومة العراقية لا تريد الانخراط بأي شكل من الأشكال في أي صدام مع القيادة السورية الجديدة التي يشكل الاسلاميون السنّة عمودها الفقري. بينما كانت الميليشيات الموالية لإيران تدعم القوات النظامية السورية قبل سقوط الأسد. وانخرطت بعضها في أعال قتالية دعما لنظام بشار الأسد. الذي فرّ إلى موسكو الأحد الماضي بعد سقوط العاصمة دمشق في أيدي الجماعات الاسلامية المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
وكان العراق سمح، قبل ساعات من سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون، بدخول نحو ألفَي جندي سوري بينهم جرحى بعد فرارهم من الجبهة. حسبما أفاد يومها مصدران أمنيان وكالة فرانس برس. وأعلنت مصادر حينها. أن السلطات بدأت بالفعل في إقامة خيام لأولائك الفارين من الجبهة السورية من دون أن تحدد الخطوة التالية في التعامل معهم. لكن في الداخل العراقي أثارت تلك الخطوة مخاوف من أن يزج بالعراق في أتون أزمة قد تعمق متاعبه الأمنية.
بغداد أعادت نحو ألفي جندي سوري إلى بلدهم بعدما لجأوا إلى العراق
وقال الجيش العراقي في بيان. إن بغداد أعادت اليوم الخميس نحو ألفي جندي سوري إلى بلدهم بعدما لجأوا إلى العراق مع تقدم قوات المعارضة، التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد، صوب دمشق في وقت سابق من الشهر.
وأوضح. أنه “بالتنسيق مع بعض الجهات في الجانب السوري، تم إعادة 1905 من الضباط والمنتسبين السوريين وتسليمهم بشكل أصولي إلى قوة حماية من الجانب السوري في منفذ القائم الحدودي”.
وذكر الجيش. أن أسلحة هؤلاء السوريين بقيت في حوزة وزارة الدفاع العراقية وستسلم إلى الحكومة السورية الجديدة بمجرد تشكيلها.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية. العميد مقداد ميري في وقت سابق إن “الجهات المختصة تباشر اليوم بإعادة الجنود السوريين إلى بلادهم بعد أن نسقت مع نظيرتها السورية المعنية في هذا المجال”.وذلك عبر منفذ القائم الحدودي الذي دخلوا منه.
وفرّ الرئيس السوري بشار الأسد من سوريا في أعقاب هجوم خاطف لفصائل المعارضة قادته هيئة تحرير الشام الإسلامية. بعد مرور أكثر من 13 عاما على قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية والذي أدى إلى اندلاع واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الراهن.
حكومة بغداد : ضرورة احترام الإرادة الحرّة للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا
وبعد سقوطه شددت حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب موالية لإيران، على ضرورة احترام الإرادة الحرّة للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي تتشارك مع العراق حدودا يزيد طولها عن 600 كيلومتر.
وقال مسؤول أمني عراقي. إن “حافلات توجهت منذ الأربعاء إلى الحدود من أجل نقل الجنود السوريين إلى داخل سوريا وإعادتهم”. لافتا إلى أن منظمات دولية ستشرف على العملية.
وخضع هؤلاء الجنود بعد دخولهم العراق لجرد دقيق لأسمائهم ومعداتهم وأسلحتهم. حسبما أكّد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي لوسائل إعلامية محلية الأربعاء. وذكّر بأن الحدود محصّنة تماما، متابعا “لن نسمح بدخول الإرهابيين”.
وفي لقاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا الأربعاء. “ذكّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بحرص العراق على عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري . كما واحترام الإرادة الحرّة للسوريين وضمان مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد”. وفق بيان نشره مكتبه. ونوّه إلى استعداد بلده للتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في المنطقة من أجل إرساء الأمن والاستقرار.
ميدل إيست أون لاين