نوافذ

الغيرة وأثرها في المجتمع

مقبل الميلع

سان فرانسيسكو: الغيرة وأثرها في المجتمع… الإنسان كائن اجتماعي بامتياز له شخصيته المستقلة وفرديته التي يسعى لتطويرها ببناء بعض القواعد العامة التي تعتبر خطوط حمراء منها كرامته وحريته ومساواته بالآخرين .

 إن أي انتقاص من هذه المساواة يولد الغيرة. فتدخل ضمن نطاق العاطفة فتكون الغيرة حسب موضوعها. فمنها ما هو محمود كالحب والطموح ومنها ما هو مكروه يتحول الى كراهية وحسد.

تؤثر التربية في طبيعة الغيرة وتوجيه دفتها حيث تنشأ داخل الأسرة بين الأخوة. كأن تحب الأم واحدا من أطفالها أكثر من بقية الأخوة وتوليه اهتمام زائد بأكلة معينة أو لعبة مميزة.

وفي حالة أنه لم يتم الانتباه الى هذا النوع من المعاملة تترسخ الغيرة وترافق الطفل الى مدة غير معروفة. وتظهر الغيرة جلية في علاقات الحب والعشق بين حبيبين أو عاشقين ترافقها أنانية حب الامتلاك والسيطرة.

الغيرة وأثرها في المجتمع – نلاحظ ذلك أيضا في العلاقات الاجتماعية العامة بين الأصدقاء أو زملاء العمل. والغيرة في شكلها الإيجابي تعتبر حافزا على تحسين مستوى أداء الفرد في عمله وتطوير الذات للحاق بالمتفوق. لكن ضعاف النفوس تنقلب الغيرة لديهم إلى كراهية وحسد ترافقها الذم والنميمة لإسقاط الناجح المتفوق.

وهناك نوع من الغيرة الشريرة التي قد تؤدي الى ارتكاب جريمة. مثل الغيرة على الأخت أو الزوجة أو على القبيلة أو العشيرة.

من مسببات الغيرة الاجتماعية عدم الثقة بالنفس. فمن يثق بنفسه لا يغار مع الفارق بين الثقة والغرور. وبداية علاج الغيرة المرضية هو الوعي ثم التعلم والمعرفة واحترام الأخرين وعدم التعدي على حقوقهم وتعزز المحبة التقارب والتعاطف بين الناس وحين نبني إنسانا سويا ينمو المجتمع ويتطور.

كل هذه التعريفات للغيرة هي مجرد معادلات لغوية ومفاهيم اجتماعية، لكن الغيرة تحمل معان آخرى في المعاجم اللغوية ،

أهمها : الحَميَّة، وهو نشاط بالغ في القيام بأمر بإخلاص وتضحية عمل بِغَيْرة، وعلى ذلك هناك مايعرف ب: (الغَيْرة الوطنيّة)، وهي هنا نوع من الانتماء والدفاع عنه ، وفي التحليل النفسي يمكن أن يكون هذا النوع من الغيرة ، هو نوع من التسامي أو التصعيد في جدلية العلاقة مع المكان الذي يعيش فيه الانسان أي (الوطن) ، فهو في هذه الحال يقدم نفسه دفاعا عنه فيضحي من أجله، ولا يقبل لغريب أن ينتزع شيئا منه أو يأخذ حصة فيه ، أو ينتهك حرماته، ومن هذا المعنى للغيرة ظهرت الأمثال في المجتمعات : ياغيرة الدين، وياغيرة الوطن، وياغيرة الأهل .

أليس من الضروري هذه الأيام إطلاق صرخة مدوية : ياغيرة العرب!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى