الفلسفة الوجودية
الفلسفة الوجودية …. تنسَب هذه الفلسفة إلى نشاط الإنسان وحده لا بما يقوله رجال الأديان، فإذا ألقينا نظرة عامة على هذه الفلسفات نجد أنها تبدأ من نقطة ذاتية خاصة تعبر عن تجربة حية و خبرة وجودية للشخص الحرّ في أن الإنسان وحده هو الذي يفكر في الكون و مخلوقاته و أنظمة حياة هذه و المخلوقات البشرية والحيوانية و النباتية و أن الإنسان هو المفكر لوحده عن هذا الكون كيف يحصل و كيف يتغير و بهذا المعنى لا بد من الإقرار أن الوجود سابق على ما نسميه ( الماهية ) – أي بناء الكون حسب مخططه الهندسي – ذلك أن الوجود الإنساني خاضع لإمكانات متنوعة من التغيرات حين يتعلم هواية الأنشطة الرياضية أو الفنية من دون أن تعرف شيئا عن مصيرها، غير أن الإنسان يتميز عن باقي المخلوقات أنه المخلوق الوحيد القادر على التفكير و اتخاذ القرارات التي يتصرف حسبها والتي يمكن التدخل في صيرورتها في هذا الإتجاه أو في إتجاه آخر …
و بهذا المعنى فإن الحياة البشرية في صميمها هي الفرصة الوحيدة التي تتاح للبشر أن يتساءلوا ما معنى وجودهم و أن يحاولوا السيطرة على مسيرتهم ، إن تدخلها هذا ممكن حسب التغيّر الذي يملكه الكائن الحي و أفضل ما قيل في هذا الشأن ما قاله الفيلسوف الدانماركي : (( إنني لست جزءاً من كل و إنما أنا مخلوق حُرّ مسؤول وحدي عن وجودي))….