القراءة الصعبة
القراءة الصعبة … لا أزال أذكر نقاشا بين معارفي في إحدى الجلسات حين قال أحدهم : لماذا لم يعد أحد يكتب أو يتحدث عن الفلسفة الوجودية التي كانت موضوعا هاما جدا في أربعينات القرن التاسع عشر استمر و كان يشغل الفلاسفة طوال ذلك القرن و ما بعده من القرن العشرين ثم انتهى تماما الحديث عن تلك الفلسفة فما السبب؟
و حين لم يجب أحد كما أذكر قال أحد المسنين من الحاضرين :
” صحيح … و لعل السبب هو أن الوجودية فلسفة كافرة بالوجود الإلهي حين تقول إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يملك القدرة على التفكير في هذا الموضوع الصعب و خاصة حين يقول الوجوديون أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتدخل في تغيير ما هيته إذ لا نعرف شيئا عن الخالق كيف يخلق و يتطور الكون من دون أن يعرف أحد كيف تمت عملية الخلق إذ هي المسألة المجهولة الأكبر …
و هكذا توقف جميع الفلاسفة عن تفسير عملية الخلق و من الخالق ؟”
ليس معنى ذلك أن الإنسان وحده هو الموجود من دون أن نعرف من الذي أوجده!! و في اعتقادي أن المنطق الوجودي غير مقنع أصلا و أن الإنسان لن يصل إطلاقا إلى تفسير عملية الوجود كما نفسر أو نحلل عملية حسابية للرياضيات كما ندرسها في معاهدنا التعليمية …