الكتابة في الجنس
هل الكتابة أو التعبير عن الرأي في أمور الجنس المخالفة للقوانين الرسمية عمل إجرامي يستحق العقاب ؟
طرح هذا السؤال في فرنسا منذ أوائل القرن التاسع عشر حين اعتبره رجال القضاء عملاً شاذاً مسيئاً للأخلاق سُنت له قوانين قاسية رادعة كما حدث للمركيز “دو ساد” الذي حكم عليه بالسجن أكثر من مرة حتى أنها بلغت سبعة وعشرين عاماً ، و حكم عليه مرة بالإعدام غير أن عدداً هاماً من مشاهير الكتاب الفرنسين نجحوا في الدفاع عنه بإبقائه حياً في سجنه ، كما أن الشاعر الفرنسي المشهور ” شارل بودلير” لم يستطع أن ينشر في حياته ديوانه الضخم Léa Fleurs du mal المعروف بإسم أزهار الشر.
من دون عقاب كلفه عهدئذ في الستينات من القرن التاسع عشر كغرامة مالية أن يدفع 300 فرنكاً وأن تحذف بعض القصائد من ديوانه المذكورمما إضطر أنصاره إلى طباعته في بلجيكا بعد موت الشاعر . و لم يطبع هذا الديوان كاملاً في فرنسا إلا عام 1949 حين صدر عفو عام عن إنتاج شارل بودلير.
وهذا ما أثار في فرنسا بل في الدول الأوربية الكبرى فتح باب النقاش حول هذا الموضوع و الذي ظل مفتوحاً حتى أيامنا هذه ففي عدد من مجلة فرنسية معروفة بإسم Match de Paris صادفت مقالا طريفا يتميز بالذكاء والمعرفة و لكن من دون ذكر إسم كاتبه ومنه هذا المقطع:
(( الصحافة المكتوبة تستولي على جميع الموضوعات الإجتماعية ، و التلفزيون يدعو الملهمين و الفاسدين أن يعبروا عن أنفسهم غير أن المنشور فإن عليه أن يعيش على العشب فقط وسط الحيوانات الكبيرة والمتوحشة وهكذا يبقى المركيز دو ساد من المشاهير …أتركوا للكلمات المنشورة أتركوا لها الكلمة الأخيرة وليس لهؤلاء الذين يطالبون بالقضاء على حرية الإبداع وأن لا فلماذا سمح لـ “العلاقات الخطرة ” ( و هي رواية صدرت في أواسط القرن الثامن عشر) مثلاً أن تنشر مع أنها تروي فيما روته من مغامرات جنسية كيف – في هذه الرواية – كانت مثلا بكارة صغار الفتيات تمزق أحياناً … يجب هنا أن نقول بصوت عال كي نغطي صرخات الكتابة لهؤلاء الذين يريدون أن يكمموا الأدب عندما يصف الحقيقة كما هي فعلاً..))
فما رأيكم دام فضلكم ؟ هل نسمح بنشر الروايات أو الأشعار التي تشير إلى العلاقة الجنسية أم أن نمنعها منعاً باتاً الآن وفي المستقبل ؟