الكونغرس الأمريكي يُعَزّز الحِصار على سورية ويُشَدِّد قانون “قيصر”
بعد القرار الذي اتّخذه الكونغرس الأمريكي بإدخالِ تعديلاتٍ على قانون “قيصر” المُتعَلّق بالحِصار على سورية بحيث يشمل الغاز الطّبيعي أو الكهرباء أو الطّاقة، لم يبق إلا قطْع الهواء عن حواليّ عِشرين مِليون سوري، أو ضربهم بالقنابل النوويّة فقط لأنّهم سُوريّون، وصمدوا في وجه هذه الغطرسة الأمريكيّة الإسرائيليّة.
أمريكا تُسيطِر على حُقول الغاز والنفط السوريّة شرق الفُرات (كانت تدر 400 مِليون دولار سنويًّا)، وتُقيم قواعد عسكريّة فيها، وتُجنّد قوّات سورية الديمقراطيّة الكُرديّة (قسد) لمُساعدتها ليس في حِرمان الشّعب السّوري منها، وإنّما في بيعها عبر تركيا، وسرقة عوائدها.
ومن المُؤسِف أن دُوَلًا تدّعي أنّها عربيّة تتواطأ مع الولايات المتحدة في فرض هذا الحِصار، وتُعارض رفعه، وتتآمَر لمنع عودة سورية إلى الجامعة العربيّة والعمل العربيّ المُشترك، تنفيذًا لإملاءاتٍ إسرائيليّة، ودُونَ أيّ خجلٍ أو حياء، ومن قبيل التشفّي والتّغطية على دورها في المُؤامرة.
الشّعب السّوري يُعاني من نقصٍ حادٍّ في الكهرباء والغاز وكُلّ أنواع الطّاقة، ونقصٍ قاتل في الغذاء لأنّ مِنطقة شرق الفُرات الواقعة تحت الاحتِلال الأمريكي هي أكثر أراضيه خصبًا، وإنتاجًا للقمْح، وها هو بات محظورًا عليه الآن استِيراد الحدّ الأدنى من احتِياجاته من النفط والغاز، مع مقدم موسم الشّتاء القارص.
هذا القرار الأمريكي الجديد الظّالم، واللّإانساني، لن يُؤثّر على الأشقّاء السّوريين فقط، وإنّما تمتدّ اخطاره أيضًا إلى اللّبنانيين أيضًا، الذين استثنتهم السّفيرة الأمريكيّة دوروثي شيا من العُقوبات في هذا المِضمار عِندما سمحت بمُرور الكهرباء الأردنيّة والغاز المِصري عبر الأراضي السوريّة، وها هي أمريكا تُعيد فرضها مُجَدَّدًا ممّا يُؤكّد أنها لم تكن جادّةً مُطْلَقًا في وعودها هذه.
ذنْبُ الدّولة السوريّة وشعبها الطيّب، وجيشها العربي الأصيل هو الصّمود ولأكثر من عشر سنوات في وجْه هذا الحِصار الخانِق، وهزيمة هذه المُؤامرة الأمريكيّة التي أرادت أن تُفتّت سورية، والرّفض القاطِع من قِبَل قِيادتها لكُلّ أشكال التّطبيع مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي والتمسّك بالحُقوق العربيّة الفِلسطينيّة المشروعة.
الجيش العربي السوري الذي يُحارب دُونَ كَللٍ هذه المُؤامرة الأمريكيّة المدعومة عربيًّا وإسرائيليًّا مُنذ أكثر من عشر سنوات سيَخرُج مُنتَصِرًا في نهاية المطاف، وسيَطرُد قوّات المُحتل الأمريكي، مثلما انهزم هذا المُحتل في العِراق وأفغانستان وانسَحب مُكَلَّلًا بالعار، وبشَكلٍ فاضح، وما حدث في مطار كابول سيتكرّر بشَكلٍ أكثر إهانةً وإذلالاً في شرق الفُرات، وستعود الثّروات السوريّة لأهلها، وستعود سورية لاحتِلال مكانتها القياديّة العربيّة المُشرّفة في المِنطقة، والمسألة مسألةُ وَقتٍ، والنّصرُ صَبْرُ ساعة.