تحليلات سياسيةسلايد

الكيان: التعاون العسكريّ الإيرانيّ-الروسيّ يفاقم تحدياتنا الإستراتيجيّة والأمنيّة..

رأى الباحث الإسرائيليّ في معهد السياسات والإستراتيجية شاي هار تسفي في مقالة نشرها موقع (WALLA) العبريّ أنّ “تعميق العلاقات بين روسيا وإيران بشكل عام، وتحديدًا في المجال العسكري، يخلق تحديات متنوعة لإسرائيل على المستويين الاستراتيجي والأمني”، مشيرًا إلى أن هذا التعاون “قد يؤدي إلى محاولات موسكو الاستعانة بوسائل قتالية إيرانية، وبالتالي زيادة التعلق الروسي بإيران”.

وأشار هار تسفي إلى أنّ “الجيش الروسي بدأ في الأسابيع الأخيرة استخدامًا واسعًا لطائرات من دون طيار سبق أنْ اشتراها من إيران”، وقال إن ” قادة عسكريين أوكرانيين أكّدوا أنّ الطائرات من دون طيار تمكنت من إلحاق أضرار بالقوات وتدمير عدد من أنظمة الصواريخ الغربية المضادة للطائرات”.

وبحسب هار تسفي، فإنّ “تعميق العلاقات بين الدولتين بشكل عام وفي المجال العسكري بشكل خاص يخلق تحديات متنوعة لإسرائيل على المستويين الاستراتيجي والأمني”.

ولفت إلى أنّ “الاستخدام الناجح للروس، على الأقل في هذه المرحلة، للطائرات الإيرانية من دون طيار قد يؤدي إلى محاولات روسية للاستعانة بوسائل قتالية إيرانية أخرى في الحرب في أوكرانيا، وبالتالي زيادة التعلق بإيران”.

ولفت إلى أنّ “الدروس التي ستتعلّمها إيران من أداء وفعالية الطائرات من دون طيار في ميدان المعركة الأوكرانية، بما في ذلك ضد الوسائل القتالية الغربية، ستساعدها على إجراء تحسينات في كل من القدرات التكنولوجية للطائرات من دون طيار ومفهوم تشغيلها”.

وأضاف هار تسفي أنّ “هذه التطورات تعمّق المعضلة التي تواجهها إسرائيل منذ اندلاع الحرب بين الانحياز الواضح إلى جانب أوكرانيا وبين مراعاة مجموعة الضرورات الموجودة في العلاقة مع روسيا” وقال: “في الوقت الحالي، من الواضح أنّ قدرة إسرائيل، وفقًا لمعلومات أجنبية، على العمل دون عرقلة روسية ضد أهداف إيرانية في سوريا، هو تعبير عن نجاح سياسة إسرائيل تجاه موسكو”.

وختم هار تسفي قائلاً: “على خلفية التوترات المتصاعدة مع إيران وحزب الله، تحتاج إسرائيل إلى تجنّب الهزات السياسية لكي تحافظ على امتلاكها حرية العمل في المنطقة”.

جديرٌ بالذكر أنّ إسرائيل كانت قد أكّدت عبر تقرير لمركز (الما) أنّ إيران تمتلِك 40 ألف مسيّرةٍ انتحاريّةٍ، وأنّ “الطُّرُز المتعددة من الطائرات الإيرانيّة دون طيّارٍ يستخدمها حزب الله، بالإضافة إلى استخدامها من جانب حركتيْ (حماس) و(الجهاد الإسلاميّ) في قطاع غزة”، وفقًا للتقرير، الذي نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست).

بالإضافة إلى ذلك، فإنّه في 13 أيلول (سبتمبر) الجاري نشرت القوات الأوكرانية صورًا لحطام مسيرة روسية، قالت إنّها أسقطتها في محيط بلدة كوبيانسك، المسترَدَّة مؤخرًا من قبضة قوات موسكو. ومثَّل ذلك الحطام بقايا من الجزء الخلفي من المسيرة، وكُتب عليها باللغة الروسية اسم “جيران-2″، إضافة إلى الأرقام التسلسلية للسلاح.

وتُعَدّ هذه المرة الأولى التي يُستعمل فيها هذا السلاح، منذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا. يأتي هذا الأمر بعد أيام قليلة من حديث وسائل إعلام غربية عن تسلم موسكو شحنة من المسيرات الانتحارية من طهران، مما يرجح فرضية أنْ يكون “جيران-2” الاسم التمويهي لمسيرة “شاهد-136” الإيرانية.

وبحسب موقع (أكسيوس) الأمريكي، طلبت كييف إلى السلطات الإسرائيلية تزيدوها بمعلومات استخباراتية حول برنامج المسيرات الإيراني، للتأكد من هوية الطائرة الجديدة المستعمَلة ضد قواتها.

وقال (أكسيوس) إنّ سيمونا هالربيل، الدبلوماسية الإسرائيلية المسؤولة عن الملف الروسي-الأوكراني، زارت كييف في 7 أيلول (سبتمبر) الجاري، حيث التقت المسؤول الأوكراني الخاص بالشرق الأوسط ماكسيم سوبخ، الذي عبَّر عن رغبة بلاده في إنشاء “قناة حوار حول قضايا الشرق الأوسط” مع تل أبيب، من أجل “تبادل المعلومات والاستخبارات وتنسيق المواقف”.

وأضاف ذات المصدر، نقلاً مسؤولين إسرائيليين، أنّ هذا التعاون الجديد مهمّ لأوكرانيا، خصوصًا بشأن التعاون العسكري المتزايد بين إيران وروسيا. فيما أكَّد مسؤول أوكراني آخر أنّ سوبخ طلب من هاربيل معلومات استخباراتية عن تورُّط إيران في الحرب، وبشكل محدد حول المسيرات الإيرانية.

وفي نهاية آب (أغسطس) الماضي كانت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكيّة أول مصدر يؤكّد تَسلُّم موسكو شحنة المسيَّرات الإيرانية، بعد شهر من نشر البيت الأبيض صور أقمار صناعية، قال إنها لتردُّد مسؤولين روس على مطار (كاشان) الإيرانيّ لفحص المسيرات.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنّ طائرة شحن روسية أقلعت “سرّاً” من إيران “محمَّلة بطرازين على الأقلّ من المسيرات الانتحارية”، مرجحة أنّ هذه الشحنة تحوي مسيرات من سلسلتَي “مهاجر” و”شاهد” إيرانيتَي الصنع.

فيما سبق نفت موسكو، على لسان الناطقة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا، ما ذكرته التقارير الغربية عن صفقة مسيرات مع طهران، معتبرة ذلك “أخبارًا اصطنعها الغرب”. وفي نفس السياق قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: “واشنطن بوست، للأسف، تنشر كثيرًا من المعلومات المغلوطة مؤخرًا (حول موضوع المسيرات الإيرانية)”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى