الكيان: تقديم الانتخابات الإسرائيليّة أدّى لتجميد الخطط العسكريّة لكوخافي وسلاح الجوّ أوهن من حسم المعركة وسيضطّر للعمليّة البريّة المُكلِفة والمشكوك بجدواها

 

رأى مراسل الشؤون العسكرية في الموقع الإلكترونيّ (YNET) التابِع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، يوآف زيتون، أنّ الانتخابات التي ستجري في الـ17 من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل لن تؤثّر على الروتين العملاني على الحدود، وعلى النشاطات العملانية السريّة للجيش الإسرائيليّ في الشرق الأوسط، ولن تؤثّر على الحرب إذا اندلعت في الجبهة الجنوبية أوْ في الجبهة الشماليّة، على حدّ تعبيره.

وقال زيتون إنّ الإعلان عن الذهاب لانتخاباتٍ جديدةٍ سيجُرّ خلفه جمودًا في عمل الحكومة والكابينت السياسيّ-الأمنيّ، معدِّدًا الأسباب التي تؤدي إلى هذا الجمود، أبرزها تأجيل قرارات لأشهرٍ عدّة بسبب تضرر المؤسسة الحكوميّة.

وأضاف أنّ الجيش بدأ استعداداته لبلورة خطّةٍ جديدةٍ يتّم تنفيذها خلال سنواتٍ عدّةٍ، كانت من المفترض أنْ تصل إلى الكابينت الجديد في الصيف أوْ على أبعد تقدير في الخريف المقبل، مُشيرًا إلى أنّ الخطة المتعددة السنوات “جدعون”، والتي من المتوقع أنْ تنتهي بعد حوالي سنة، سمحت للجيش بأن ينعم بالاستقرار في السنوات الأخيرة، ولفت في الوقت نفسه إلى أنّ ثمة شكوكًا حول ما إذا كان أفيف كوخافي الذي استلم منصب رئيس الأركان، مُحمّلا بخطط لتعزيز قدرات الفتك لدى الجيش، قد خطط لبدء عامه الأول في المنصب بهذا الشكل، على حدّ تعبير المحافل الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب.

وتطرّق الكاتب للتأخير في تطبيق الخطة، وقال إنّ اتفاق المساعدة الكبيرة من واشنطن التي كانت من المفترض أنْ تبدأ هذا العام ستضطر للانتظار، مضيفًا أنّ صفقات شراء بمليارات الشواكل لم يتم التوقيع عليها بعد بسبب الانتخابات الأخيرة وتعيين كوخافي.

إلى ذلك، حذّر قائد سلاح الجو السابِق أمير إيشيل، من استهداف إسرائيل منازل مدنية في لبنان بزعم وجود منصات صاروخية فيها، لافتًا إلى أنّ سلاح الجو سيعمل بكلّ قوّته من اليوم الأوّل في المُواجهة القادمة مع حزب الله بهدف تحقيق الإنجازات، على حدّ تعبيره.

على النقيض، أطلق نائب وزير الأمن السابق أفرايم سنيه، تحذيرًا ممّا أسماها حالة النقص الدفاعيّ لإسرائيل في مواجهة الترسانة الصاروخيّة للمقاومة، الأمر الذي قد يستدعي خيار العملية البريّة المُكلفة والمشكوك في جدواها، والتي كانت أحد أسباب الإخفاق الإسرائيليّ في حرب لبنان الثانية صيف العام 2006.

وبحسبه فإنّ الدولة العبريّة لا تملك إجابةً لمُواجهة التهديد الإيرانيّ الفوريّ المتمثل، بحسب رأيه، بـ150 ألف صاروخ منتشرة في لبنان، مُتابِعًا أنّ إسرائيل موجودة في حالة نقصٍ دفاعيٍّ، وهي لا تستطيع منع كلّ صاروخٍ يطلق نحوها، وأضاف: حتى لو أصبحت ناجحة جدًا، فإنّ جزءًا من هذه الصواريخ سيُصيب أهدافه.

وشدّدّ سنيه على أنّه بسبب دقّة هذه الصواريخ ستكون إسرائيل أكثر عرضةً للضرر في مختلف أنواع بنيتها التحتية، ولذلك يحتمل ألّا يكون لديها خيار، وستحتاج إلى عمليةٍ بريّةٍ، وقد تدفع الثمن من دون أنْ تقطف الثمار، مُشيرًا إلى أنّ منع الحرب القادمة مع لبنان أفضل من الانتصار فيها، لأنها ستتسبب الدمار في البنى التحتية على جانبي الحدود.

الجنرال أيشيل شدّدّ على ضرورة الحفاظ على حريّة العمل الإسرائيليّة، وبشكلٍ خاصٍّ العسكريّ، لأنّها في الحرب قد تضرب أشخاصًا لا علاقة لهم بها، مثلما قد يحصل في لبنان، مشدّدًّا على استعداد الجيش للحرب في الجبهة الشماليّة وفي كلّ الجبهات، ومُشيرًا إلى أنّه في الحرب المقبلة في الشمال، فإنّ سلاح الجو يتحتّم عليه العمل تحت النيران بهدف ضمان تحقيق تفوقٍ جويٍّ، وتحديدًا في الساحة اللبنانية. وأضاف: العدو يتجهّز هناك على كلّ المستويات، وحزب الله قد عزّز قوته، لكني أقول إن ّتلك الاستعدادات لن توقف سلاح الجو، قد تعيقه، لكنّها لن توقفه، على حدّ تعبيره.

كما رأى أيشيل أنّه نتيجة ما يحصل، خصوصًا في سوريّة، لكن ليس فقط فيها، هناك الكثير من الجهات التي لديها مصلحة في لجم إمكانية اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله أو آخرين، لافتًا إلى أنّ هذه الجهات مشغولة بأمورها، وذلك ينعكس ضبطًا لاحتمال الحرب.

كما حذّر أيشيل من المسّ بالتفوق النوعيّ لإسرائيل من خلال صفقات الأسلحة التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة، مُشيرًا إلى أنّ مجموع مبيعات الأسلحة يزيد في السنوات الماضية على 200 مليار دولار، وهذا أمر لا يمكن تجاهله، وفي حال حدوث تحولٍّ استراتيجيٍّ يؤدي إلى زعزعة استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط، فإنّ هذه الأسلحة المتطورّة قد تُوجّه ضدّ إسرائيل.

ولفت الجنرال الإسرائيليّ إلى وجود فرصةٍ نادرةٍ والتقاء مصالح استثنائيٍّ بين إسرائيل ودول المنطقة فيما يخُصّ مكافحة الإرهاب، مُعتبرًا أنّ ذلك أمرًا فريدًا من نوعه، زاعِمًا أنّ لسلاح الجو دورٌ مهّمٌ فيما يجري، لأنّه يستطيع تحقيق مصالح إسرائيل ودعم مصالح شركاء آخرين في المنطقة، على حدّ تعبيره.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى