المخدرات في بيان الجامعة : أحد مفرزات الحرب وسورية تحاربها
احتلت (قضية المخدرات) الأولوية في التعاون العربي مع سورية، وشكلت مع قضية (عودة اللاجئين) المرحلة الأولى من هذا التعاون. فكيف تعاطى العرب مع قضية المخدرات؟؟ وما مسار التعاون العربي مع سورية لمعالجة هذه القضية وتلافي أخطارها ؟؟
إذا كان بيان الجامعة العربية حول عودة سورية إلى مقعدها يشكل الرؤية العربية للتعاون مع سورية في المرحلة القادمة فإن الفقرة الثانية من مقررات هذا البيان اعتبرت أن (قضية المخدرات من منعكسات الأزمة) ومن مفرزات الحرب، وأشارت الفقرة إلى (تعاون الجمهورية العربية السورية في محاربة المخدرات) من ضمن استعدادها للتعاون مع الدول العربية، ورحب البيان – الرؤية بهذا التعاون من قبل الحكومة السورية و ثمنه و رحب به .
أن هذه الرؤية العربية لقضية المخدرات باعتبارها أحد مفرزات الحرب الإرهابية على سوريا ومنعكسات لما سببته هذه الأزمة على سورية وعلى دول الجوار والعالم. يسحب قضية المخدرات من الاستغلال السياسي الأمريكي الذي روج ادعاءات تتهم النظام بتصنيع وتهريب المخدرات، ويضعها في موضعها الحقيقي كأحد مفرزات الحرب ومنعكسات الأزمة. وهذا ما يلتقي و يتوافق مع (الرؤية الوطنية السورية) لهذه القضية. و تلاقي و توافق الرؤية السورية مع الرؤية العربية حول المخدرات يشكل الأساس في معالجة أكثر جدوى لهذه القضية. وبدلاً من الالتهاء الأمريكي في الادعاء واتهام الحكومة السورية ستتوجه الجهود العربية والسورية إلى محاربة الآفة ومجرميها الحقيقيين، وهذا إقرار عربي أن المخدرات غريبة ومنبوذة في المجتمع السوري وأن الحكومة السورية تحاربها و تتعاون في سبيل القضاء عليها.
وكما يبدو فإن مسار محاربة المخدرات بالتعاون العربي مع سورية، ونتيجة تواصل الدول العربية مع دمشق بدأ من اجتماع جدة إلى اجتماع عمان إلى زيارة وزير الخارجية الأردني والسعودي إلى دمشق وزيارة المقداد إلى جدة. بدأت ترد Tweeter تقارير عن عمليات أو تنسيق مشترك أعطي نتائج الأولية في هذا المسار من التعاون للقضاء على المخدرات. والتركيز العربي على التعاون السوري في مكافحة المخدرات يعيد سورية إلى موضعها باعتبارها القوة الأساسية في إنجاز الحرب على المخدرات، والتعاون العربي الشامل معها يفعل قوتها وجدوى إنجازاتها بشكل أعمق. و بهذا تعود سورية في التعامل العربي كقوة تحارب المخدرات وتساهم في القضاء عليها بعد كل الإدعاءات الأمريكية التي كانت تتهمها بالتصنيع والتهريب.
هذه الرؤية العربية الواقعية لقضية المخدرات تصنيعا وتهريباً تتلاقى مع الرؤية السورية واستراتيجيتها باعتبار هذه الآفه أحد مفرزات الحرب، وتوضح دور الحكومة السورية في محاربتها والقضاء عليها، و تلاقي الرؤية العربية مع الرؤية السورية و التوافق معها و توثيقها في بيان الجامعة يفتح الطريق الموصل حتماً للقضاء على المخدرات ومعالجة انعكاساتها.. .. ولا يبقى سوى أن تفهم أمريكا هذه الرؤية وتركز على دعم محاربة المخدرات بدل تركيزهأ على محاربة الحكم في سورية…