المخرج التلفزيوني غسان جبري : معاملة السوري في الشرق الأوسط الجديد !
هذا ما كتبه المخرج التلفزيوني السوري المعروف غسان جبري، وهو يحكي عن معاناته مع السفر والحدود في البلدان العربية، وكأنه يرفع احتجاجا غير مباشر على طرق المعاملة التي يسلكها الجيران والأشقاء مع المواطن السوري الزائر، وتعتبر هذه الصفحات التي كتبها على مدونته الخاصة جزءا من سيرة ذاتية غنية لفنان مخرج كان من خيرة من قدموا الدراما السورية الرائدة ، كمسلسلات : الزباء، لك يا شام، حكايا الليل، وغيرها إضافة إلى إخراجه أعمال عربية بارزة !
ويبدو أن النظرة إلى المواطن السوري غدت نظرة إلى لاجئ أو إرهابي، بغض النظر عن هويته الثقافية والفكرية وطبيعته الانسانية التي تشي بحضارته وتميزه غبر التاريخ ، لذلك يعامل هذه الأيام ، وكأنه متهم ، لكن القصة عنده ، هي في آليات التعامل مع السوري منذ وقت أبكر بكثير من أحداث هذه الأيام!
ويروي المخرج غسان جبري أنه في أوائل الثمانينات دعي من قبل مؤسسه الانتاج البرامجي في الكويت لإخراج. أعمال درامية من مسلسل حياتنا وقصص خليجيه، وبعد ذالك دعته موسسة النورس لإخراج مسلسل (( بقايا وجوه)) وكان العمل من تأليف الكاتب البحريني احمد جمعه. ويقول : ((في الطائره الى المنامه كان بجانبي مسافر إنكليزي وآخر أمريكي تحدثنا خلال الرحله عن دوله البحرين وعن أجوائها الحضارية. وصلنا قاعه الاستقبال .. مر الانكليزي بسرعة ومر الأميركي، أما انا فقال لي الضابط : مافي فيزا ممنوع دخولك. بس رح نتصل بوزير الداخليه ،، جاء الكاتب الى المطار وجلس معي ينتظر قرار الوزير وبعد ذالك اعلمني الضابط. انه لم يستطع الاتصال بالوزير وعلى الانتظار الى الغد..))
ويضيف الفنان السوري المخرج غسان جبري ، وهو يتذكر تلك اللحظات :
((بقيت لوحدي في قاعه الاستقبال طول الليل ، وفي الصباح لم يأت اي جواب، لذلك كان علي أن أعود الى الكويت محطما. مهانا ولم استطع. أن أصور في البحرين أو أن أتعرف على الفنانين هناك.. ))
ويتابع غسان جبري حكايته، فيحكي عن دعوته إلى الأردن ، قائلا :
((طلبت الى العمل في الاردن من شركه جديدة وعلى أساس ان التصوير سيتم في بغداد، وكانت القطيعه بين دمشق وبغداد على أشدها وبعد ان اجريت البروفات وأنهيت تحضير العمل جاء من بغداد : هادا السوري ما نريده !! وهكذا كان لم استطع السفر وانجاز عمل بدأته فقط لأنني سوري.. )).
ويواصل المخرج غسان جبري سرد حكاياته على النحو التالي :
((في قمة القطيعه مع مصر الغالية خضع السوريون الى تأشيره الدخول وكنت في الكويت وطلبت من شركه فرح لأعمل على مسلسل يصور في الاردن جاءت الموافق بسرعه من القاهرة، ولفد تابع الفيزا والاستقبال المرحوم. سعد الدين وهبه وكان في استقبالي في المطار. ضابط برتبه مقدم وعوملت معامله طيبه جدا وفي عمان استقبلت أحسن استقبال وتابعت عملي. اما في العام الماضي سافرت الى عمان. عن طريق الجو كان مطار دمشق مقفرا موحشا. ولكن الطائره. كانت جاهزه للاقلاع في مطار عمان كان التفتيش والتدقيق طويلا جدا وبعد ان تأكدوا من هويتي سمحوا لي بالدخول الى عمان.
في عمان اهلي أخوالي وأبناء عمومتي،، وكان من المقرر. ان امضي إجازتي مع أولادي. في منتجع . ركبنا الى العقبه انزلت عده مرات للتأكد من هويتي وكان علي ان انتظر في النقطة الأمنية حوالي الساعة وبعد ذالك سمح لي لمتابعه السفر الى العقبه.. كان الحزن يغمر قلبي ،، على هذه المعاملة خاصة كان لي الشرف ان أكون اول مخرج يستضاف للعمل بالتلفزيون الأردني والكل يتذكر اول عمل بدوي وهو وضحة وابن عجلان)).
حكاية لبنان ، حكاية أخرى يرويها الفنان المخرج غسان جبري، فيقول :
في طفولتي كان السفر الى بيروت كالسفر الى حمص او حلب (…) في أوائل الخمسينات اتفقنا انا وأصحابي على ان نذهب الى بيروت على الدراجات الهوائية وكان ما كان وما ان وصلت الى طلوع الصبح حتى شعرت بالتعب الشديد ..لدى اقترابنا من الحدود كان هناك مخفر وبه شرطي واحد. نظر الى بطاقاتنا الشخصيه ورحب بنا، ولما تجاوزنا ضهر البيدر. بدأنا بالهبوط الى بيروت وكانت سعادتنا لا توصف ولما دخلنا. الى اول مطعم. فول. رفض المطعم ان يأخذ منا ثمن الطعام وكان معجبا جدا بنا)).
وبعد أن يحكي غسان جبري سيرة تطور العلاقات السورية اللبنانية وأثرها على السوريين، يقول :
(( لبنان وسورية. شعب واحد في دولتين. لا اجد احدا من سورية الاّ وله اقرباء وأهل في لبنان وكذلك اهلنا في لبنان تربطنا بهم علاقات من الصعب جدا فصلها.. والان اصبح السفر الى لبنان حلما بعيدا عدا الكلفه العالية من رسوم الخروج. الى السماح بالدخول ،،،كم اصبح لبنان. ،،،بعيدا!!)) .