نوافذ

المشردون في أميركا!

مقبل الميلع

سان فرنسيسكو- كنت في زيارة صديقي الى متجره الذي يبيع مستلزمات التدخين من سجاير وولاعات وماء وعبوات عصائر متعددة، الواقع في مدينة سان فرانسيسكو..

ركنت سيارتي في الطريق الفرعي القريب من المتجر، وجدت اكتظاظا على الرصيف الذي استقر فيه المشردون، رجال ونساء وأطفال، الغالبية من ذوو البشرة السمراء، ثم الذين يتكلمون اللغة الإسبانية، وقلة قليلة من البيض استقروا في هذا الطريق، ونصبوا فيه خيمهم الصغيرة..

افترش قسمٌ منهم الأرض ينامون على قطع من الكرتون، وكل واحد منهم لديه بطانية حصل عليها من احدى الجمعيات الخيرية، حيث لا مكان يأويهم، لهذا اطلق عليهم اسم HOMELESS، فلم يجدوا سوى الشوارع والطرقات التي استقبلتهم بكرم وأعطتهم الأرصفة، لكن الشرطة تطاردهم وترحلهم، من حيّ الى حيّ، ومن طريق الى طريق، ثم تراهم وهم يرجعون الى نفس الطريق بعد مغادرة الشرطة وقد صارت لديهم ألفة مع المكان.

للتشرد عدة أسباب نراها منتشرة في الغرب أكثر منها في الدول العربية، فالأسرة في المنطقة العربية تحتوي الفرد بدعمه ومساعدته واحتضانه، على حين نجد التفكك الأسري في الغرب خاصة مع غياب مصادر الدخل وتدني الأجور.

وتنتشر بين هؤلاء آفة  تعاطي المحذرات وإدمان الكحول وبالتالي الوضع الصحي المزري الذي لا تقوم الحكومة سوى بتغطية جزء منه، فالشرطة تحاربهم وغالبية الناس تزدريهم لكني لاحظت تعاطفهم مع بعضهم، ورأيتهم  يتقاسمون الطعام مع من هو جائع ولايمتلك ثمن طعامه..

رأيت بعضهم يغني سعيدا وبعضهم رأيته يستمع إلى الموسيقى بصوت عال، وكأن السعادة تجد من يبحث عنها رغم الظروف التي يعيشها.

لقد دونت الإحصائيات الخاصة أن عدد المشردين في الولايات المتحدة الأمريكية يتجاوز أربعة مليون مشرد، علما أنها بلد غني بالثروات والإمكانات المالية الضخمة

إن الصراعات والحروب في منطقتنا العربية شردت الملاين من بيوتهم وأوطانهم وللتخفيف من حالات التشرد يجب العمل على وقف هذه الحروب وعلى الحكومات تشريع القوانين لحمايتهم وإيجاد فرص عمل لهم وتعليمهم وتدريبهم للعودة الى المجتمع وذلك بالتضافر بين القطاع العام والخاص بتوفير مبان سكنية بأسعار مخفضة وتأمين المعالجة الصحية المجانية .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى