على الرغم من الرقابة العسكريّة الصارمة على الإعلام الإسرائيليّ بدأ المحللون والمختصون يُحضّرون الرأي العام في الكيان من معركة خان يونس، التي وصفوها بالمفصليّة
مؤكّدين في الوقت عينه أنّ إسرائيل، وبعد مرور أكثر من شهريْن من شنّ العدوان البربريّ والهمجيّ على قطاع غزّة لم تسجِّل أيّ انتصارٍ إستراتيجيٍّ. واكتفت بتحقيق الإنجازات التكتيكيّة. رغم عدم تكافؤ الفرص بينها وبين المقاومة الفلسطينيّة في القطاع.
المقاومة تُعِّد المفاجآت.. الاحتلال: معركة خان يونس مفصليّةً
في هذا السياق. أكّد محلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، يوسي يهوشواع. أنّه بعد مرور أكثر من شهريْن على اندلاع الحرب على قطاع غزّة، يحاولون في جيش الاحتلال تلخيص الفترة السابقة. وتحديدًا القسم الثاني من الغزو البريّ. لافتًا إلى أنّ إسرائيل تخوض حربًا على عدّة جبهات. حيث أنّ الأنظار تتجّه إلى الجبهة الشماليّة ضدّ حزب الله، الذي يواصِل قصف المستوطنات الشماليّة والقواعد العسكريّة بصواريخ ضدّ الدبابات أيضا. على حدّ تعبيره.
وشدّدّ المحلل أنّه حتى اللحظة لا يعلم المستوطنون الذين تمّ إخلاؤهم من المستوطنات الحدوديّة متى سيعودون إلى بيوتهم. ولذا فإنّهم يقومون بممارسة الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإبعاد حزب الله إلى نهر الليطاني، تطبيقًا للقرار 1701، والذي اتخذّه مجلس الأمن الدوليّ عام 2006، ووضع عمليًا أوزار حرب لبنان الثانيّة، وهو الأمر الذي يرفضه حزب الله جملةً وتفصيلاً.
الجيش الإسرائيليّ لم يتمكّن من تسجيل أيّ انتصارٍ إستراتيجيٍّ
ومع ذلك، قال المحلِّل الإسرائيليّ، نقلاً عن ذات المصادر إنّه يمكِن تلخيص الحرب على غزّة بجملةٍ واحدةٍ: الجيش الإسرائيليّ سجلّ آلاف الإنجازات التكتيكيّة، ولكنّه حتى اللحظة لم يتمكّن من تسجيل أيّ انتصارٍ إستراتيجيٍّ، على حدّ وصفه.
كما وأردف قائلاً. إنّه على ضوء الضغوط الدوليّة والوضع الاقتصاديّ في دولة الاحتلال. كما وازدياد عدد جنود الاحتياط الذين يطالبون بالحصول على حقوقهم المشروعة، والتي لم يحصلوا عليها حتى الآن، فإنّه من المأمول أنْ يتِّم تحقيق الإنجاز الإستراتيجيّ في أسرع وقتٍ ممكنٍ.
علاوةً على ما ذكِر أعلاه، قال المحلل يهوشواع. إنّ العملية البريّة الإسرائيليّة مرّت بنجاحٍ، رغم حملات التخويف حول قوّة جيش المشاة. فقد وصل الاحتلال إلى مستشفى (الشفاء) في مدينة غزّة، وتمّ احتلال المدينة أيضا. وعلى الرغم من الهدنة التي توصل إليها إسرائيل وحماس، فقد عاد الجيش إلى الحرب وبقوّةٍ.
تمركز الجيش اللإسرائيلي في حي الشجاعيّة، جباليا وخان يونس
ورأى أنّ جيش الاحتلال يتركّز الآن في ثلاث مساراتٍ: حي الشجاعيّة، جباليا وخان يونس أيضا. علمًا أنّه حتى أمس لم يتمكّن الجيش من السيطرة على الحييْن المذكورين.
وأوضح المحلِّل في ختام تحليله أنّه على الرغم ممّا كلّ ما جاء أعلاه، فإنّه يجب الإقرار والاعتراف أيضا. بأنّ الاحتلال لم يتمكّن من الوصول إلى نقطة كسر حماس. وبرأيه فإنّ هذه النقطة قد تكون تصفية قائد الحركة في غزّة، يحيى السنوار. أوْ قائد الجناح العسكريّ، محمد ضيف. أوْ نائبه مروان عيسى. وهي النقطة التي لم يصل إليها حتى اللحظة، على حدّ قوله.
كما وكشف المحلِّل النقاب عن أنّ تصفية قادة حماس العسكريين هي مهمة أنيطت بجهاز الأمن العّام (شاباك). وحتى ذلك الوقت، يتحتَّم على الجيش الإسرائيليّ إحراز إنجازاتٍ أخرى في المعركة على خان يونس. لافتًا إلى أنّه فقط عن طريق الضغط العسكريّ يمكِن أنْ يقنِع حماس بالعودة إلى المفاوضات لإبرام صفقة تبادلٍ أخرى مع الكيان. ونقل عن جنرالٍ رفيعٍ في هيئة الأركان العامّة قوله: “إذا تمكا من الوصول إلى نقطة كسر حماس، فإنّ الأمور ستنقلِب لصالحنا على حدّ قوله.
معركة خان يونس
وفي الخلاصة أشار إلى أنّ معركة خان يونس ستكون قاسيةً جدًا. فمن ناحيةٍ، يخطط جيش الاحتلال لتوجيه ضربةٍ قاضيةٍ لحركة حماس. ولكن من الناحية الأخرى يخشى على مصير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك. ولذا أصدرت القيادة العليا بالجيش أوامر صارمة لسلاح الجوّ بأخذ الحيطة والحذر وعدم الوقوع في الفخّ الذي من الممكن جدًا أنْ تكون المقاومة قد نصبته لقوّات الجيش. مقرًا في النهاية أنّه لا مفرّ من سقوط الضحايا في هذه العملية التي اعتبرها تحديًا كبيرًا جدًا لجيش الاحتلال، على حدّ تعبيره.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية