النوم مفسدة الانتباه

من شدة استيائه من الكذب، يكسر التاريخ أقلامه ويصبح…شفوياً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ 1 ـ

النوم يأتي خارج أوقاته الطبيعية بسبب الأكل، الدسم خاصة، المناسف أكثر. أو بعد المشروبات الكحولية، أو بعد سهرة طويلة عميقة، في ملهى ليلي.

عند العرب، كما يهجوهم ياباني عاشرهم أربعين سنة، النوم نوع من الملل والتكرار. وينطبق عليهم القول أن النوم يفسد الانتباه.

ولقد حدثتنا الكاميرات عن نوم الرؤساء والملوك العرب في القمة العربية التي انعقدت لتبحث أخطر الملفات…المليئة بالمآسي والحروب. وأثارت الصور مختلف أنواع الآراء، لجهة أن النوم أفسد الانتباه إلى القضايا.

ثمة من يرى الأمر من زاوية “عدم الاستغراب” فالقادة العرب ينامون دائماً. وتشهد القمم ال 28 التي انعقدت على هذا النوم الدائم الطويل.

في العام 1946 انعقدت أول قمة في مصر. كان أهم قراراتها: وقف هجرة اليهود إلى فلسطين، ومساعدة الدول العربية المستعمرة على الاستقلال.

وفي 2017 انعقدت آخر قمة في البحر الميت، وكان أهم قراراتها الحل السلمي في سورية، ومصالحة إسرائيل.(في الحقيقة مسامحتها على تهجير الفلسطينيين) والتأكيد على حل الدولتين في فلسطين.

هذا هو الفرق بين اول قمه قبل قيام اسرائيل ،وبعد قيام اسرائيل.

بين القمتين، لمن يراجع إنجازات القمم، سيجد بين يديه شعوباً محتلة، وأراض محتلة، وحروبا محتلة، ولن يعثر على أي قرار اتخذته أي قمة وتم تنفيذه. ومع ذلك تستمر القمم والخطابات المملة …والنوم في فواصل كلام الزملاء القادة الذين أحياناً لا يجيدون قراءة الخطاب المكتوب.

ـ 2 ـ

في مؤتمر جنيف، بدلاً من النوم، الذي ساد مؤتمر القمة… انتشرت اليقظة في التصريحات المكابرة والعنترية. ولعل أطرف تلك التصريحات ما قاله رئيس وفد المعارضة، ليس حول رحيل الأسد، تلك الكلمة ـ المطلب الشرطي للمفاوضات، وإنما محاكمته ايضا.

كان توقيت هذه التصريحات مضحكاً بالفعل، لأن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية صرح، في تلك الأثناء،بنفس التوقيت ، أن رحيل الأسد شأن يقرره السوريون، وأنه ليس من أولويات سياسة واشنطن. وكذلك فعلت فرنسا، وقالت أن رحيل الأسد ليس شرطاً مسبقاً…إلخ.

الأمر الآخر… هذه جنيف رقم 6 وحتى الآن لم يستطع السوري مصافحة السوري، والجلوس معاً والتحدث عن المستقبل. وهذا يثير العجب، إذ كيف ستكونون معاً في مرحلة انتقالية، دون مناقشتها معاً؟

هذا يعني … ليس هناك مرحلة انتقالية، وإنما إزاحة سلطة والجلوس مكانها.

ـ 3 ـ

حبوب منومة:

عاجلاً أم آجلاً…واحد منا يجب أن يعرف أنني قد حاولت الاقتراب منك، أيتها الأمنيات.

عاجلاً أم آجلاً…سأعرف، أنا والثيران، أن الساقية لا تحتاجنا لسقاية الماء.

عاجلاً أم آجلاً… سيدرك المصارع هذه الحكمة:

“لا تصارع خنزيراً في الوحل…تتسخ أنت، ويستمتع هو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى