افتتاحية الموقع

بايدن في المنطقة : هل يستعيد العرب دورهم؟؟!

يزور الرئيس الأمريكي بايدن المنطقة العربية بعد أن يمر بإسرائيل، فهل تشكل الزيارة اعترافاً بدور العرب في القضايا الدولية؟؟ ‏أم أنها إقرار أمريكي بأهمية المنطقة العربية حتى في السياسات المتعلقة بجنوب شرق آسيا؟؟ أم هي رد أمريكي على فشل مفاوضات استعادة الاتفاق النووي مع إيران؟؟ وأين إسرائيل من كل ذلك؟؟
‏يقول خبير في السياسة الأمريكية أن بايدن يريد من زيارته للمنطقة أن تكون (ترضية للسعودية والإمارات وهي ترضية جدية)، ويذهب باحثون في مركز واشنطن للدراسات إلى أن هذه الترضية ستشكل بوابة يدخل منها الرئيس الأمريكي ليعيد لدول المنطقة دورها الإقليمي والدولي، خاصة السعودية والإمارات دون إهمال الأردن ومصر.. وكثير من المتابعين يرون أن حنكة السياسية الخليجية في التعاطي مع أزمة الحرب الاوكرانية أجبرت بايدن على إعادة التفكير بما تطرحه أثناء حملته الانتخابية ضد السعودية ودول الخليج معها، و اضطره لإعادة الاعتراف بدور الخليج في استقرار المنطقة والعالم. ويأمل كثيرون أن تتعمق حنكة السياسية الخليجية في استثمار هذا الاعتراف الأمريكي والحاجة الدولية لاسهامات دول المنطقة في تحقيق مصلحة عربية شاملة وذلك بالترفع عن الخلافات المعيقة و تتجاوز الحساسيات برؤية استراتيجية عربية تحاور بايدن وتفرض مصالح العرب والعروبة.
‏ما يؤكد تهيئة ظروف استعادة المنطقة العربية لدورها الإقليمي والدولي ما قام به لافروف قبل أسبوعين من زيارة إلى المنطقة سبقت زيارة بايدن .حيث بحث الوزير الروسي مع دول مجلس التعاون الخليجي تفعيل دورها في معالجة قضايا تهم العالم وعلى رأسها الأزمة الاوكرانية وما سببته من أزمة الطاقة في أوروبا والعالم. وهذا يوسع من دائرة قوة دول المنطقة في حضورها الدولي حيث أصبحت مقصداً للغرب الأمريكي بزيارة بايدن، بعدما كانت مقصدا للشرق الروسي الصيني بزيارة لافروف قبل أسبوعين. وهذا ما يقوى من احتمالات وإمكانيات دول المنطقة لتحقيق الاهداف التي تصب في مصلحة العرب والعروبة وهي تحقق مصالح الاستقرار الإقليمي والدولي بشكل شامل.
‏طبعا هناك تخوف من أن يكون هدف زيارة بايدن تجنيد المنطقة لتحقيق سياساتها سواء تجاه روسيا او ضد إيران أو لمصلحة إسرائيل. وهناك من يتخوف من سعي أمريكي لإنشاء قوة عسكرية خليجيه مع إسرائيل بحجة الوقوف في وجه إيران ونشاطها في المنطقة. ولتجنب مثل هذا الاحتمال فإن السعودية تجري المفاو،ضات مع إيران و عليها أن تفعل هذه المفاوضات. ‏كما على إيران أن تعمل لطمأنة دول المنطقة أكثر وبشكل عملي أعمق. كي تسد الطريق أمام المكر الإسرائيلي الأمريكي. ولابد أن دول الخليج يقظة اتجاه الاهداف الإسرائيلية في الخليج والمنطقة العربية و أنها قادرة على الحسم تجاهها عندما يتعلق الامر بمصالح العرب و أمنهم واستقرارهم، والأمل معقود على قوة العروبة الخليجية في تغليب مصلحة العرب القومية دائماً وخاصة خلال زيارة بايدن وفي التفاعل معه.
‏الفرصة مهيأة لتلعب دول الخليج دورها التاريخي في تحقيق الاستقرار العالمي بداً من تحقيق استقرار الدول العربية ‏وبالبدء من سوريا ولبنان وفلسطين واليمن عبر الإسهام في استعادة الدوري السوري في العمل العربي عبر مساعدتها على إعادة الإعمار ورفع العقوبات الاحادية ودعمها في وجه نوايا العدوان التركي.. أهمية سوريا أكبر من كل الحساسيات التي يمكن معالجتها. كذلك لبنان وإنتشاله من أزمته الاقتصادية والسياسية، وكذلك اليمن بإنهاء الحرب في الولوج إلى حل سياسي. وكلما نجح الخليج العربي في تفعيل العمل العربي كلما أكد دوره الاستراتيجي في المنطقة والعالم. وقد اثبتت دول الخليج وفرضت على بايدن أنها ليست محطة وقود و نفط وغاز فقط، بل مركز قوة استراتيجية إقليمية ودولية. ولابد أنها ستمارس هذا الدور وفق طبيعتها العربية و تبعاً لما يمليه عليها واجب العروبة. . . والأمه تتابع والتاريخ يسجل.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى