فن و ثقافة

بدعوة من مؤسسة القدس الدولية السفير عبد الهادي يلقي محاضرة حول آخر التطورات فلسطينياً وعربياً ودولياً

ألقى السفير أنور عبد الهادي مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محاضرة تحت عنوان “أخر التطورات فلسطينياً وعربياً ودولياً” في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بدعوة من مؤسسة القدس الدولية.

جاء ذلك بحضور سفير جمهورية ليبيا عبد السلام الرقيعي وممثل عن سفارة الجزائر وبالإضافة إلى ممثل عن السفارة الروسية وعدد من مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، بالإضافة إلى عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، وعدد من النخب الفكرية والسياسية السورية والفلسطينية، وممثل عن غبطة البطريرك يوسف العبسي.

وفي بداية المحاضرة تحدث السفير عبد الهادي عن تطورات الوضع السياسي الفلسطيني على المستوى العربي لأن الذي ثبت مؤخراً بان كل هذه القضايا مرتبطة ببعضها لأن عند الرجوع للتاريخ منذ أن بدا الاستعمار كان الهدف هو السيطرة على الشرق الاوسط منذ أيام نابليون وقبل كانت الاطماع هي السيطرة على الشرق الأوسط لأنه يملك كل الإمكانيات على مستوى الشعب والأرض والجغرافيا فكان الهدف السيطرة عليه.

لذلك خطط الغرب لإقامة ما يسمى دولة إسرائيل تحت عنوان ( إقامة دولة للشعب اليهودي) وهنا لا بد من سؤال هل الدين يشكل شعب؟؟

هذا غريب فإذا الدين يشكل شعب فنحن المسلمين جميعاً شعب واحد ويجب ان يكون لدينا دولة واحدة.

لذلك الغرب يقرر ويخترع القوانين كيفما يبدو له مناسباً وهذا ما يسمى الشعب اليهودي مكون من أكثر من 120 جنسية فكيف سيشكلون شعب هؤلاء.

لذلك من خطط لإقامة إسرائيل كان الهدف جعلها قاعدة متقدمة في المنطقة العربية لمنع هذا العالم العربي من الوحدة واستغلال خيراته لأن العالم العربي إذا توحد سيكون بإمكانياته أقوى من الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى مر بالتاريخ كان ممنوع على العالم العربي أن يتوحد وزرعوا إسرائيل بالمنطقة حيث كان دورها الحفاظ على مصالح الغرب وطبعاً أول من طرح إقامة وطن قومي لليهود هو نابليون عندما حصار عكا ولم يقدر على دخولها فوعد اليهود لكي يساعدوه بإقامة وطن قومي لهم ومن ثم جاءت بريطانيا.

وهنا لابد من الإشارة بأن قبل مؤتمر هرتسل كان هناك المؤتمر الإسرائيلي العالمي عام 1864 دعوا من خلاله لإقامة دولة إسرائيل بدعم بريطاني فرنسي وخفاء أمريكي.

وأيضاً بلفور عندما أطلق وعده ذهب واستشار الأمريكي وحصل على الموافقة منهم والمعروف بان البريطانيين هم أساتذة الامريكان فمن هذا المنطلق تم إقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين التاريخية.

وبدأ الصراع بشكل كبير جداً وكان المطلوب أرضاخ كل دول المنطقة وكل من يريد الحرية الحقيقية والديمقراطية الحقيقية فهو ممنوع يجب ان يبقى العالم العربي مجتمع استهلاكي فقط يتلقى ولا يفكر.

الشعب الفلسطيني قام بثورته وهذه الثورة منذ اليوم الأول كانت محاربة وبالتاريخ عندما انتصرت ثورة فيتنام ذهب الشهيد ياسر عرفات ومعه الشهيد صلاح خلف ليباركوا للجنرال جياب بانتصار الثورة الفيتنامية وكانت الثورة الفلسطينية في بدايتها وعندما جلسوا مع الجنرال جياب قال لهم هذا انتصار عظيم وشكراً لكم ولكن أنتم الثورة المعجزة وأهنئكم على انطلاق ثورتكم ولكنكم ستروا أغلب خناجر المنطقة في ظهركم هذا صعب جدا أن تقيموا ثورة في منطقة الشرق الأوسط وفي منطقة منابع النفط وانتم من معكم نحن كان وراءنا الصين والاتحاد السوفيتي لذلك انتصرنا اما انتم من معكم، وهذا يؤكد بان ثورتنا الفلسطينية ثورة المعجزة لأنها هي تقاتل ليس فقط إسرائيل بل تقاتل كبرى دول العالم.

وتحدث السفير عبد الهادي خلال محاضرته بأن المجتمع الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية مجتمع كاذب منافق ليس له علاقة لا بالحرية ولا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان.

ترامب والربيع العربي كشف بشكل واضح من هم هؤلاء إنهم أناس يريدون فقط السيطرة على المال وخيرات الشعوب لذلك معركتنا صعبة وطويلة.

وبين السفير عبد الهادي بأن الربيع العربي تشكل بعد احتلال العراق واعتقدوا بانهم باحتلالهم للعراق سيطروا على كل المنطقة وأصبحوا يفكروا كيف يرضخون الفلسطيني فكان خيارهم ضرب القوى التي تقف إلى جانبه ولدينا ثلاث جيوش أساسية وهي ( العراق _ سوريا _ مصر ) واجتمعت المخابرات البريطانية والامريكية والإسرائيلية في 19 / 2 / 2004 في بريطانيا في قصر للأسف الشديد عربي واتفقوا تأسيس جبهة النصرة أول من سلموها إلى الزرقاوي وانطلق من أربيل.

الخطوة الثانية بدأت عندما حولوا جبهة النصرة إلى داعش وسلموها لأبو بكر البغدادي وبدأوا بتونس والخطة كانت سبع دول والجوهر ( سوريا _ مصر ) لان بتدمير مصر وسوريا الشعب الفلسطيني لم يعد لديه سند ويرضخ للأمر الواقع.

ومن هذا المنطلق بدؤا بالربيع العربي والهدف استسلام الشعب الفلسطيني هذا هدف الربيع العربي أوباما والديمقراطيين هم من أنشأوا الربيع العربي تحت عنوان حرية وديمقراطية وحقوق الشعوب.

وكان الهدف الرئيسي من الربيع العربي هو دول الطوق ( الأردن _ سوريا _ لبنان _ العراق) والهدف الرئيسي لإسرائيل ترضيخ هذه الدول وبدأت هذه العملية بالربيع العربي.

وعندما بدأ ما يمسى الربيع العربي في سوريا كان هناك قناعه لدى اغلب دول العالم بان الحكومة السورية ستسقط خلال ست أو سبع أشهر لكن فلسطين الوحيدة التي كانت تقول بأن سوريا لن تسقط ونحن كنا منذ بداية الازمة السورية أكثر الناس قلقاً ومن أول يوم كنا إلى جانب سوريا بكل ما نستطيع على كل المستويات .

ترامب عندما اتى قال ان العرب ضعفوا لذلك لا بد من إقامة السلام الاقتصادي بفلسطين من خلال التطبيع العربي _ الإسرائيلي وقطع الطريق على الفلسطينيين من خلال نسف حلم إقامة الدولة الفلسطينية وليس لكم قدس وانتم تعيشوا كسكان ولكم حكم ذاتي.

القيادة الفلسطينية رفضت صفقة القرن بقوة ويسجل للرئيس محمود عباس موقف حاسم قال لا يمكن أن نقبل صفقة القرن وقطع الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وهنا أوضح السفير عبد الهادي بانه عام 1988 أعلنا الاستقلال ووثيقة الاستقلال كانت تنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس ونحن لغاية هذه اللحظة لن نفرط بميلي واحد عن هذه الثوابت.

أساس الصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية وفصل أي قضية عربية عن أخرى هو خدمة للغرب الذي يسعى للسيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط.

نحن كشعب فلسطيني سيبقى يقاوم ولكن للمقاومة شروط ومعطيات وانا عندما أرفع شعار غير قابل للتحقيق أخسر وعندما أقول إقامة الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران هذا للرأي العام ولكن في داخلي أنا مع أرضي الفلسطينية كاملة.

وثيقة الاستقلال نصت بأن أرض فلسطين التاريخية هي لنا عندما نصت على أساس المادة 22 من ميثاق عصبت الامم 1919 ومعاهدة لوزان عام 1923 الذين اعترفوا بالشعب الفلسطيني على أرضه.

وأكد السفير عبد الهادي خلال المحاضرة بأن السياسة والدبلوماسية توازي الكفاح المسلح ويوم أمس منظمة العفو الدولية وصفت إسرائيل بدولة فصل عنصري لذلك عندما نعمل بالسياسة والدبلوماسية لها دور هام جداً بالنضال لان البندقية بلا سياسة فهي إرهاب.

وهنا لا بد أن نتحدث عن الوحدة الوطنية بفلسطين والتي يريدها الكل الفلسطيني ولكن للأسف لدينا مشكلة كبرى فحماس خطفت غزة بالحديد والنار وتحكمها بالحديد والنار ونحن ندعم قطاع غزة بكافة الوسائل ودائماً نقول لحماس دعونا ان نقوم بحكومة وحدة وطنية وعندما شكلنا حكومة وحدة وطنية ويوجد بها وزراء من حماس ذهب الوزراء لغزة لكي يستلموا مواقعهم تم حصارهم وضربهم وطردهم حماس تريد السلطة والخطير هو الموافقة على إقامة دولة فلسطينية إسلامية في غزة وهي مصلحة إسرائيلية لتبرير الدولة اليهودية والذي يتراجع دائماً عن الاتفاقيات هم حماس.

أخيراً لم تعد حماس تقبل بحكومة وحدة وطنية بل أصبحت تريد منظمة التحرير فهل نقبل بانتقال الانقسام من السلطة إلى المنظمة هذه كارثة فالمنظمة دفعت الدماء من أجل نيل شرعيتها بالأمم المتحدة وهنا لا بد من الإشارة إلى معركة سيف القدس فالانتصار بها كان انتصار معنوي.

نحن مع الوحدة الوطنية ولكن حماس تريد السيطرة وتعتقد أنها أصبحت الوريث لكي تقود الشعب الفلسطيني وأخوانا في الجزائر دعوا الفصائل لكي يكون هناك إمكانية للحوار وأبلغنا الجزائر باننا نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية وبمشاركة حماس وتسيطر على الأرض مع حق حماس والجهاد الاحتفاظ بسلاحها كمقاومة ولكن الحياة المعيشية تسيطر عليها الحكومة وحكومة وحدة وطنية وهذا ما بلغنا به الجزائر.

اما بالنسبة لموضوع تأجيل الانتخابات الرئيس أبو مازن من أول يوم أصدر المرسوم قال يجب ان تشمل القدس وطلبنا من كل دول العالم أن يقنعوا اسرائيل بالموافقة على إقامة الانتخابات بالقدس لان الانتخابات دون القدس تعني الإقرار لإسرائيل بأن القدس عاصمة موحدة لها.

الهجمة على القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير مطلوبة والهدف من ورائها هو شطب المنظمة من خلال تأليف الروايات عليها والقيادة الفلسطينية متمسكة بثوابتها.

إسرائيل ألغت أوسلو منذ ان قتل رابين ولكن إسرائيل تريد مني أن الغي أوسلو لكي تسيطر الأراضي الفلسطينية.

منظمة التحرير الفلسطينية انطلقت من أجل تحرير فلسطين وكان أول شعار لها إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية على الأراضي الفلسطينية تضم كافة الأديان.

وفي نهاية المحاضرة تطرق السفير عبد الهادي إلى أهمية اجتماع المجلس المركزي الأسبوع القادم بمشاركة أغلب الفصائل حيث المجلس المركزي سيوضح الموقف السياسي مما يجري الآن بالإضافة إلى انتخاب رئاسة مجلس وطني والرئيس عباس بلغ أمريكا وروسيا وقال لهم إذا لم يتم تحرك جاد بعقد مؤتمر دولي للسلام ووقف جرائم إسرائيل أنا سأعود إلى قرار التقسيم أو الدولة الواحدة وسنعيد التفكير بالاعتراف بإسرائيل وقال لكل من رئيس أمريكا وروسيا بأن هذا موقفي السياسي ولكن لا اعرف ماذا سيكون موقف الشعب الفلسطيني.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى