برعاية أمريكية.. حلفٌ بحريٌّ بين إسرائيل ودولٍ عربيٍّةٍ لمُواجهة إيران

 

يسود الانطباع لدى مُواكبة ومُتابعة الإعلام العبريّ على جميع وسائطه، المرئيّ، المسموع والمقروء، والذي هو بمثابة مرآة لأفكار ولآراء صُنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، بأنّ الضربة الأمريكيّة للمنشآت النوويّة الإيرانيّة قادمةً لا محال، وأنّ السؤال هو ليس هل تضرب الولايات المُتحدّة الجمهوريّة الإسلاميّة، إنمّا السؤال المفصليّ والجوهريّ هو متى سيخرج هذا العدوان إلى حيّز التنفيذ، علمًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، الذي يُعاني من “إيران فوبيا” قلّلّ في الفترة الأخيرة من تصريحاته المُعادية لطهران، وأمر الوزراء في الحكومة الانتقاليّة، التي يرأسها بعدم الإدلاء بتصريحات حول التوتّر الاصِل في الخليج العربيّ، وهنا المكان للتشديد على أنّ الإعلام العبريّ يستخدِم مصطلح الخليج الفارسيّ وليس العربيّ.

وفي هذا السياق تُراهن الدولة العبريّة على أنّ تستعدّ الولايات المتحدة لتشكيل حلفٍ بحريٍّ بمُشاركتها بالإضافة إل دولٍ عربيّةٍ لمُواهة إيران، وليس صدفةً أنّ النشر حول الموضوع جاء بُعيد انتهاء “ورشة البحرين” في المنامة، والتي شارك فيها العديد من رجال الأعمال الإسرائيليين.

وللتدليل على ذلك، نكتفي في هذه العُجالة التذكير بما قاله في نهاية الأسبوع الماضي المبعوث الأمريكيّ لشؤون إيران براين هوك في مقابلةٍ مع هيئة البثّ الإسرائيليّة شبه الرسميّة، قناة “كان” العبريّة، حيث أكّد بصراحةٍ في معرِض ردّه على سؤالٍ على أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة تعمل على تشكيل تحالف يضمّ كلًا من إسرائيل ودول خليجية، لضمان حرية الملاحة البحرية، في مواجهة ما وصفه بـ”التهديد الإيراني”، كاشفًا في الوقت عينه أنّ الولايات المتحدة تعمل منذ فترة على بلورة هذا التحالف العسكريّ البحريّ، على حدّ تعبيره.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح هوك أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة شرعت بالمباحثات في هذا الشأن عقب تعرض ناقلتي نفط لتفجيرات في مياه خليج عُمان، الأسبوع الماضي، وشملت المباحثات دولًا خليجية في مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى إسرائيل، مدّعيًا أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران هي تهديد يشكل القلق الأكبر للمنطقة، ويجب علينا إيقافه لأنّه هو مصدر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط اليوم، على حد قوله.

وأضاف هوك قائلاً للتلفزيون العبريّ، في المُقابلة الحصريّة إنّ الولايات المتحدة تمكّنت في السنتين ونصف الأخيرة من تعزيز التحالف الإسرائيليّ مع دول الخليج، كما أكّد.

من جهتها، قالت مراسلة الشؤون السياسيّة القناة العبريّة، غيلي كوهين التي أجرت المقابلة مع هوك في المنامة، حيثُ شاركت هناك في تغطية أحداث ما يُطلَق عليه “ورشة البحرين”، قالت إنّه لدى مملكة البحرين علاقات ومصالح عسكرية، وتسعى المنامة إلى ضمان بقاء واشنطن إلى جانبها في حال هددتها إيران اوْ هاجمتها، مُضيفةً في الوقت نفسه أنّ إسرائيل والبحرين في الخندق نفسه من أجل مواجهة إيران، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة، التي وصفتها بالرفيعة في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن.

وأردفت كوهين قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، أردفت قائلةً إنّ المحور الذي تبلور هنا بين كيان الاحتلال الإسرائيليّ ودول الخليج والولايات المتحدة الأمريكيّة هو عمليًا ائتلاف وتحالف حتى لو لم يعلن بشكل غير رسمي لمحاربة إيران، وفق تعبير المصادر، التي اعتمدت عليها في تعقيبها على المُقابلة الحصريّة مع المسؤول الأمريكيّ.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى