«بصمتك الرقمية»… الظلّ الذي لا يفارقك على الإنترنت!

اكتشف/ي حجم بصمتك الرقمية وكيف يمكن أن تُستغل لتتبعك أو استهدافك… وهل يمكن فعلاً تقليصها؟
مع اتساع الاعتماد على الإنترنت في تفاصيل الحياة اليومية، باتت البصمة الرقمية من أبرز الأدوات التي تسمح للشركات والمواقع، بل وحتى القراصنة، بجمع معلومات دقيقة عن المستخدمين، قد تبدأ من توجيه الإعلانات وتنتهي عند التجسس والاحتيال الإلكتروني.
ووفق تقرير لموقع «ديجيتال تريندز»، أصبحت البصمة الرقمية اليوم بمثابة بطاقة تعريف غير مرئية يتركها كل مستخدم خلفه عند التصفح أو التفاعل عبر الشبكة، ما يجعل إدارتها والوعي بخطورتها ضرورة أساسية لحماية الخصوصية.
ما هي بصمتك الرقمية؟
تشمل البصمة الرقمية كل أثر يتركه المستخدم على الإنترنت، وتنقسم إلى نوعين:
* البصمة النشطة: ما يشاركه المستخدم بنفسه مثل الصور والمنشورات ورسائل البريد الإلكتروني.
* البصمة غير النشطة: ما يتم جمعه عنه دون علمه، مثل سجلات البحث، ملفات الارتباط (Cookies)، وأدوات التتبع داخل المواقع.
ويجعل هذا التنوع من الصعب التخلص تماماً من البصمة الرقمية، ولكن يمكن التحكم في حجمها والتقليل من آثارها عبر خطوات واعية.
كيف يمكن معرفتها؟
رغم استحالة معرفة حجم البصمة الرقمية بدقة، طوّرت مؤسسات تقنية أدوات تساعد على قياسها. من أبرزها أداة Cover Your Tracks التي طرحتها «مؤسسة الحدود الإلكترونية» (EFF)، وهي منظمة غير ربحية تختبر متصفحك وتُظهر كمية البيانات التي يتم جمعها عنك أثناء التصفح.
يعتمد الاختبار على إرسال طلبات من طرف ثالث خارجي ثم تحليل ردّ المتصفح لتحديد مدى حمايته لخصوصيتك، ما يتيح لك اتخاذ قرارات أفضل بشأن المتصفح أو الإضافات التي تستخدمها.
نتائج اختبار المتصفحات
أجرى موقع «ديجيتال تريندز» اختباراً موسعاً على أبرز المتصفحات الشائعة، وجاءت النتائج متقاربة بسبب اعتماد الكثير منها على نواة Chromium:
* «فيفالدي» و«سفاري»: الأقل في حجم البيانات، بنحو 17.2 بيتا.
* «كروم»، «بريف»، «إيدج»، «أوبرا»، و«كوميت»: جميعها تخلف ما يقارب 18.2 بيتا من البيانات.
كيف تحمي/ن نفسك؟
يمكن تقليل حجم البصمة الرقمية بعدة خطوات أساسية:
* استخدام متصفحات تركز على الخصوصية مثل Tor أو Brave.
* حذف ملفات الارتباط وسجل التصفح بانتظام.
* تفعيل إضافات تمنع التتبع الإعلاني.
* تجنب ربط الحسابات الشخصية عبر أكثر من منصة.
البصمة الرقمية أشبه بظل يرافق المستخدم على الإنترنت. ورغم صعوبة محوها بالكامل، فإن التحكم فيها ممكن عبر الوعي والإجراءات الوقائية، خصوصاً مع توفر أدوات مثل Cover Your Tracks التي تمنح المستخدم لمحة أولية عن مدى الأمان الذي يوفره متصفحه.
صحيفة الأخبار اللبنانية