كتب

‘بماذا يؤمن من لا يؤمن؟’ كتاب غريب على ثقافتنا العربية

صدر عن منشورات المتوسط -إيطاليا كتاب جديد بعنوان “بماذا يؤمن مَنْ لا يؤمن؟” وفي هذا الكتاب يجادل الفيلسوف الإيطالي والروائي والأكاديمي الذي يعد واحداً من رواد علم السيميائيات أومبرتو إكو، الكاردينال وأحد كبار وجوه الكنيسة الكاثوليكية كارلو ماريا مارتيني في قضية الإيمان.

وترجمت الدكتورة أماني فوزي حبشي الكتاب عن اللغة الإيطالية وقد سبق وان ترجمت العديد من كتب أومبرتو إكو إلى العربية.

وقام الباحث في مجال دراسات الترجمة والتثاقف، والذي عرف عنه اهتمامه بالدراسة البينية لترجمات النصوص المقدسة الدكتور سامح حنّا بمراجعة المادة العلمية في الكتاب كما تولى التقديم له.

ويقول الدكتور سامح في مقدمته للكتاب”هذا كتابٌ غريبٌ في بابه، وفيما يطمح إليه. والغرابة هنا ليست بالنسبة إلى الثقافة الغربية (الإيطالية في هذه الحالة) التي أفرزت مشروعاً كهذا، إذ ليس من المستغرب (وإن لم يكن من المعتاد) أن يتحاور رجل دِيْن مع روائي وباحث في السيميوطيقا، يتبنَّى رؤية عَلْمَانية للعالم حول سؤال الإيمان، وما يثيره من أسئلة أخرى”.

الكتاب غريب على ثقافتنا العربية، تعوَّدنا أن نرى حوارات أديان، يشترك فيها – غالباً – رجال (وليس نساء) دِيْن، يتبنَّون عقائد مختلفة، ويجلسون إلى مائدة الحوار بحثاً عن المشتركات، ليخرجوا بنتائج، ربما تكون، في أغلبها، معروفة سلفاً. أما أن يجلس رجل دين إلى كاتب يتبنى وجهة نظر علمانية، فهذا غريب علينا، وإن لم يندر حدوثه في ثقافتنا. ما زالت ذاكرتنا الجماعية تحتفظ بحوارات، تقترب من هذا النوع عندما كتب إسماعيل أدهم كتابه الشهير في ثلاثينيات القرن الفائت تحت عنوان “لماذا أنا مُلحِد؟”، ليردَّ عليه الشيخ محمَّد فريد وجدي بكتاب، عنونه “لماذا أنا مؤمن؟”. كذلك كان الأمر في حوارات فرح أنطون مع الشيخ محمَّد عبده حول ابن رُشد وأثره في الثقافة العربية الإسلامية”.

وجاء في كلمة الغلاف: “في بداية عام 1995، فكَّر فيرناندو أدورناتو، والذي كان آنذاك مدير تحرير مجلة ليبرال Liberal في أن يفتح حوارا بين الكاردينال مارتيني وأومبرتو إكو. وفي أثناء لقاء مبدئي في أسقفيَّته في ميلانو، وافق مارتيني على فكرة تبادل المراسلات، وظهرت تلك الرسائل على صفحات الليبرال في الفترة بين عام 1995 وبداية عام 1996. نُشرت الرسائل بعد ذلك عام 1996، في كتاب: “بماذا يؤمن مَنْ لا يؤمن؟”.

أن يجلس رجل دين إلى كاتب يتبنَّى وجهة نظر علمانية، فهذا غريبٌ علينا، وإن لم يندر حدوثه في ثقافتنا العربية.

وعلى الغلاف أيضاً، اختار الناشر أن يضع هذا المقطع من الكتاب:عزيزي مارتيني، ها نحن نعود لحوارنا مرة أخرى، وأعترف لكَ بأنه يؤسفني بعض الشيء أن إدارة التحرير قررت أنني يجب أن أبدأ دائماً: فهذا يجعلُني أشعر بأنني لحوح. ربما تتبع إدارة التحرير هذه الكليشيه العبثية، والتي بموجبها يتخصص الفلاسفة في صياغة الأسئلة التي لا يعرفون لها إجابة، بينما يمتلك رجل الدين دائما الإجابة الصحيحة. لحسن الحظِّ، أثبتَّ أنتَ أن تأمُّلات رجل الدين يمكن أن تكون إشكالية ومؤلمة، وبالتالي أحبطتَ من يتوقع منك مهمة الوعظ، وقد جاء الكتاب في 96 صفحة من القطع الوسط.

وأومبرتو إكو 1932 – 2016 فيلسوف إيطالي وروائي وناقد أدبي، أكاديمي وأحد رواد علم السيميائيات. أصبح عام 1971 أستاذاً لعلم السيميائيات في جامعة بولونيا التي تعد من أعرق الجامعات الأوروبية، كما كان أستاذاً لتاريخ القرون الوسطى في العديد من الجامعات، لكنه توقف عن التدريس في عام 2007 ليتفرغ للكتابة والتأليف.

عن كارلو ماريا مارتيني 1927 – 2012 هو يسوعي إيطالي، وكاردينال في الكنيسة الكاثوليكية. كان رئيس أساقفة ميلانو من سنة 1980 حتى سنة 2002، وأصبح كاردينالاً سنة 1983.

كما يعتبر أحد كبار وجوه الكنيسة الكاثوليكية وكبير جناحها “التقدمي الليبرالي” كما كان معلماً وخبيراً وباحثاً في الكتاب المقدس، وعميداً موقراً للجامعة الغريغورية الحبرية والمعهد الكتابي الحبري، وراعٍ حكيم لأبرشية ميلانو.

المترجمة: الدكتورة أماني فوزي حبشي: دكتوراه في الأدب الإيطالي من كلية الألسن جامعة عين شمس.

حصلت على الجائزة الوطنية الإيطالية للترجمة عام 2003 لإسهاماتها في نشر الثقافة الإيطالية، وعلى نجمة التضامن الإيطالي، رتبة فارس عام 2004. وشاركت بعديد من المقالات والأبحاث الخاصة بالثقافة الإيطالية والترجمة، والتي نُشرت في مختلف الصحف والمجلات المصرية.

أسهمت في تأسيس صفحة “المقهى الثقافي الإيطالي” عام 2017 والتي تعمل كببليوغرافيا للأعمال المُترجمة من اللغة الإيطالية إلى اللغة العربية. تعاونت مع عديد من الناشرين في مصر، والسعودية، وأبو ظبي، والكويت، ولبنان.

من أهم ترجماتها: “بندول فوكو” لأومبرتو إكو، “ثلاثية أسلافنا: الفسكونت المشطور، والبارون ساكن الأشجار، وفارس بلا وجود” لإيتالو كالفينو، “شجاعة طائر أبو الحن” لماوريتزيو ماجّاني، “بلا دماء” لأليساندرو باريكو، و”اذهب حيث يقودك قلبك” و”صوت منفرد” لسوزانا تامارو، “أربطة” لدومينيكو ستارنونه، “أصوات المساء” لنتاليا جينزبورغ، و”الجبال الثمانية” لباولو كونيّتي، وكوزيما لغراتسيا ديليدا، وغيرها.

في حين يعتبر الدكتور سامح حنا باحثا في مجال دراسات الترجمة والتثاقف، وقد حصل على الدكتوراه في مجال سوسيولوجيا الترجمة من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة عن أطروحة بعنوان “بورديو في دراسات الترجمة: الآليات الاجتماع-ثقافية لترجمات شكسبير في مصر”.

وبعد حصوله على الدكتوراه شغل عدة مناصب أكاديمية في عدد من الجامعات البريطانية، منها جامعة لندن وجامعة سالفورد، وأخيراً جامعة ليدز حيث شغل منصب رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية ودراسات الشرق الأوسط.

اهتماماته البحثية عابرة لحدود عدد من الحقول المعرفية المختلفة، منها دراسات الترجمة وعلم اجتماع الثقافة والأدب والمسرح، فضلاً عن اهتمامه بالدراسة البينية لترجمات النصوص المقدسة.

وبالإضافة لكتابه الصادر عن دار راوتلدج عام 2016 “الآليات الاجتماع-ثقافية لترجمات شكسبير في مصر”، نشر العديد من الدراسات بالإنكليزية والعربية في عدد من المجلات العلمية المُحَكَمة.

يعمل الآن استشارياً لترجمة الكتاب المقدس في الإتحاد الدولي لجمعيات الكتاب المقدس، وأستاذاً زائراً في كلية يوجين نايدا لدراسات الترجمة والدراسات الكتابية.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى