تُواصل العملية العسكرية في جنوب قطاع غزة، اكتساب المزيد من الزخم؛ ففيما تتابع الدبابات تراجعها من الأطراف الغربية لمدينة خانيونس، وتحديداً في منطقة مركز تدريب الوكالة، ومحيط جامعة الأقصى في منطقة المواصي، يتزايد الضغط العسكري على قلبها وقاطعها الغربي، وتحديداً في أحياء النمسَوي ومحيط مستشفى «الأمل»، حيث يستمر جيش العدو في تدمير أحياء سكنية بأكملها.
بوادر تصعيد نحو رفح: العدوّ يضغط «قلب» خانيونس … بلا نتائج
واللافت الذي حملته ساعات مساء أول من أمس، ونهار أمس، هو تمدّد الأحزمة النارية والغارات العنيفة أيضا. لتطاول الأطراف الشرقية لمدينة رفح. حيث نفّذت المقاتلات الحربية العشرات من الأحزمة النارية التي عرفها سكان أهالي الشمال على أنها المقدّمة التي تسبق كل عملية توغّل برّي.
أمّا في محاور القتال، في شمال وادي غزة. فلا تزال دبابات العدو وحفّاراته تتوغّل في عمق مدينة غزة. حيث تضرب حصاراً جزئياً على مستشفى «الشفاء»، وترابط في مبنى مجمع الأجهزة الأمنية المعروف بالجوازات أيضا. كما تتوغّل في عمق شارع الوحدة.
ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، فإن العملية هناك «ستستغرق أسابيع». والهدف منها هو الوصول إلى قائد لواء غزة في «كتائب القسام»، عز الدين الحداد. كذلك، يتركز المجهود العسكري، حالياً، على محاولة التنقيب عن أنفاق استراتيجية في وسط المدينة، أي تلك التي أكّد رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، أن بوسع قواته الوصول إليها حصراً، وليس إلى كامل شبكة الأنفاق الممتدّة في مناطق القطاع كافة.
في المقابل، أعلن الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، تدمير 43 آلية خلال الأيام الماضية كلياً أو جزئياً. فيما تمكّن المقاومون من الإجهاز على 15 جندياً من مسافة صفر، وقنص جندي أيضا. بالإضافة إلى تنفيذ 17 مهمّة قتالية، تضمّنت استهداف الآليات المتوغّلة بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون والعبوات المضادة للتحصينات أيضا. وكذلك تفجير فتحة نفق بعدد من جنود الاحتلال.
إيقاع قوّة راجلة في كمين محكم في المعسكر الغربي في مدينة خانيونس،
بدورها، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاتليها خاضوا مواجهات عنيفة مع جنود العدو في كلّ محاور القتال. وهي وزّعت، خلال اليومَين الماضيَين، مشاهد أظهرت مقاوميها وهم يقصفون حشودات العدو بالعشرات من قذائف الهاون النظامية في شمال وجنوب القطاع أيضاً. أكدت «السرايا» أن مقاوميها تمكّنوا، أمس، من إيقاع قوّة راجلة في كمين محكم في المعسكر الغربي في مدينة خانيونس، وقد أجهزوا على جنديَّيْن وأصابوا العديد منهم أيضا.
طائرات عوضاً عن الجنود
بدا لافتاً الإعلان عن تمكّن «سرايا القدس» و»كتائب القسام» من السيطرة على نحو ثماني طائرات مسيّرة خلال الأيام العشرة الماضية. من بينها أربع طائرات استطلاع أكّد الناطق باسم «القسام» أن المقاومين استولوا عليها.
وفي هذا الإطار، تشير مصادر ميدانية في المقاومة، إلى أن العدو «عوّض ما سحبه من فرق قتالية خلال الأيام الماضية، بزيادة الاعتماد على الطائرات المسيّرة».
ويضيف المصدر: «يلاحظ أن ثمّة تغيّراً كبيراً في طريقة عمل جيش العدو في خانيونس. حيث زاد الاعتماد على الطائرات المسيرة وطائرات الدرون التي تؤدّي مهمّات تكتيكية، من مثل ملاحقة المقاومين وتأمين الدبابات المتوغّلة» أيضا. مبيّناً أن «هناك كثافة في حضور أنواع متعدّدة الأحجام والمهمّات من تلك الطائرات. وقد شكّلت المقاومة وحدات خاصة للتعاطي معها تكنولوجيّاً.
لكنّ الأهم، أن الاعتماد على التكنولوجيا في حسم المعارك التي تحتاج إلى قتال بالسواعد، يشير إلى تراجع الرغبة في القتال، وعدم الإيمان بالقدرة على تحقيق أيّ إنجازات حاسمة».
صحيفة الأخبار اللبنانية