بورخيس .. لا تُعجبه أعماله!

 

هذه العبارة للكاتب الأرجنتيني خورخي بوريس، خلال حوار تلفزيوني مترجم في معرض حديثه عن الأدب والكتابة. كان بمقدور بورخيس أن يطمئن إلى أعماله ويشعر بالامتنان نحوها وهي بهذه الشهرة لدى جمهور عريض من القراء، مع تنافس دور النشر على طباعة كتبه. لكنه يشير إلى عجز الكاتب عن اكتشاف عيوبه بنفسه، وقد تكون ملاحظات الأطراف الأخرى من نقاد وكتَاب أجدى للكاتب من مديحه لنفسه وإعجابه بأعماله.

وعن الشق الثاني من العبارة: سأفضل عمل كاتب آخر. أظن أنها لا تخلو من تواضع هذا الأديب العظيم، الذي يقدم نصيحة مجانية وهي أن لا يأخذك الزهو بنفسك ويعميك عن مطالعة الأعمال الأخرى وربما تفضيلها على أعمالك، مهما بلغت من الشهرة .

وكان العقاد يقول إنه يقرأ لبعض القصَاصين الشباب وقتذاك ولم يكن قد بزغ نجمهم بعد في سماء الأدب، وكان من بينهم الأديب نجيب محفوظ، وبعد ذلك ملأ نجيب الدنيا وشغل الناس بثلاثيته وأولاد حارته. وما يدرينا أن العقاد ربما في قرارة نفسه كان يفضل هدا الكاتب الشاب على الكثير من نظراء العقاد نفسه!

والقارئ أيضاً يستطيع أن يستفيد من هذه العبارة في توسيع أفقه الثقافي، لأن تماهيك في كاتب ما أو تخصص معين لا يعني صرف النظر عن بقية التجارب الإبداعية والعلمية. الجمال لا حدود له ولا يقف عند عصر من العصور، ولا عند كاتب من الكتَاب، ولا يقتصر على حضارة من الحضارات.

وبورخيس يقول في ذات الحوار “قليل من الجمال فرحة أبدية”. وهي دعوة إلى التجرد من كل العصبيات التي تحول بين القارئ والنص الذي بين يديه، وأن لا نتناول النص بمنظور تاريخي واجتماعي يلهينا عن جمالية النص، لذلك كان يقول هذا الأديب الكبير: إذا أعطيتك بيت شعر جميل، فينبغي أن يكون هذا البيت جميلاً اليوم كما كان منذ قرون.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى