بينيت يلتقي جو بايدن
قال الإعلام الإسرائيليّ المديح لرئيس الوزراء الإسرائيليّ نفتالي بينيت واعتبر أنّ اجتماعه في الرئيس الأمريكيّ جو بادين في واشنطن كان ناجحًا جدًا، ولكن في الوقت عينه شكّكّ في إمكانية قبول الولايات المُتحدّة وجهة النظر الإسرائيليّة فيما يتعلّق بمُواجهة البرنامج النوويّ الإيرانيّ.
إلى ذلك، قال وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال المُتقاعد بيني غانتس إنّ المجتمع الدولي يجب أنْ يجد خطة بديلة لمنع إيران من التقدم نحو سلاح نووي، مع تلاشي احتمالات العودة إلى اتفاق عام 2015، وتابع قائلاً في لقاءٍ مع عشراتٍ من سفراء الكيان إنّ “إيران على بعد شهريْن فقط من الحصول على المواد اللازمة لصنع سلاحٍ نوويٍّ”، على حدّ تعبيره.
ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، كما أكّدت المصادر للموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة:”سيستغرق الأمر عدّة أشهر أخرى على الأقل بعد ذلك حتى تقوم إيران بالخطوات الإضافية اللازمة لإنتاج قنبلة نووية قابلة للتسليم، وهي بناء نواة ذرية وتركيب الجهاز في صاروخ باليستي وإجراء الاختبارات”.
على صلةٍ بما سلف، نقلت صحيفة (معاريف) العبريّة عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب إنّ “المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يؤكِّدون أنّه في الوقت الحالي أيضًا التزمت إيران بما نصّ عليه الاتفاق النووي إلى أن خرجت الولايات المتحدة منه، وبالرغم من ذلك يعتقد هؤلاء المسؤولون أنّ إسرائيل لا يمكنها أنْ تقبل إطار اتفاق تنتهي صلاحيته سنة 2031”.
عُلاوةً على ما ورد أعلاه، خفف المسؤولون ذاتهم، بحسب الصحيفة العبريّة، في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من التقديرات التي تؤكِّد أنّ إيران قريبة جدًا من امتلاك قنبلة نووية. وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أنّ إيران تتقدم نحو القنبلة النووية بحذر كبير، بل وحتى بطريقة زاحفة، ولا تعدو في اتجاهها سريعاً، وذلك كي تحافظ على ما حققته حتى الآن وكي تحتفظ بأوراق ضغط في المفاوضات الابتزازية التي تقوم بإجرائها مع الدول العظمى.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح المراسل العسكريّ في صحيفة (معاريف)، طال ليف رام، أنّ المسؤولين الأمنيين في تل أبيب يعتقِدون أنّ إيران ليست موجودةً بعد في مرحلةٍ متقدمةٍ في كلّ ما يتعلّق بتركيب رؤوسٍ حربيّةٍ نوويّةٍ للصواريخ البالستية البعيدة المدى التي تمتلكها، وهي مرحلة تتطلب معرفة هائلة ما زالت طهران مفتقرة إليها.
في المحصلة، خلُص الخبير العسكريّ الإسرائيليّ إلى القول إنّه “يتّم الاستعداد في إسرائيل لاحتمال مماطلة وتسويف يستمران فترة طويلة وربما سنوات. وفي ظل واقع كهذا ومن دون اتفاق نووي سيستمر الزحف الإيراني البطيء نحو القنبلة النوويّة”.
واختتمت المصادر في تل أبيب قائلةً إنّ الجيش الإسرائيلي عاد إلى الإعلان مجددًا أنّه يقوم بتجهيز وتحضير نفسه للخيارات العسكريّة للعمل ضد إيران، بيد أنّ احتمال قيام إسرائيل بعمليةٍ عسكريّةٍ مستقلّةٍ لمهاجمة منشآت إيران النووية يبدو بعيدًا، كما أنّه من الوارد جدًا أنْ يستمّر الوضع القائم حاليًا حتى خلال السنة القريبة، وهذا يعني استمرار الجهد في إطار المعركة السرية للمساس بإمكان تقدُّم البرنامج النووي الإيراني، وإلى جانب ذلك استمرار المعركة في مقابل إيران في الساحات القريبة، في الجو والبحر والبرّ، على حدّ تعبير المصادر الأمنية الرفيعة في تل أبيب.