ثورتي .
ثورتي… تصلني الكثير من الملاحظات والتعليقات والنصائح أن أخفف حجم كلماتي ، وأقلل من قيمتها الثورية أو النقدية ..خاصة ضمن واقع التطرف الفكري والسياسي والطائفي الذي نعيشه .. من منطلق أن ما أقوله وأكتبه وأعبر عنه قد يسبب لي الأذى، أو يوقعني في مشاكل ومساءلة أنا في غنى عنها .. وقد يضر بأولادي وعائلتي .. في ظل حالة السقوط الإنساني والفوضى الأخلاقية التي سببها غياب العدالة والقيم ، وضياع الضوابط الأخلاقية .. ليكون جوابي :
أنا لا أملك سلاحا” ولا سلطة ولا مال .. لا أملك إلا بضع كلمات .. وقلم .. وأريد أن أقول رأيي دون خوف أو شخصنة أو إساءة لأحد .. أريد أن أنتقد الأخطاء وأرفض الوحشية وأحارب الحقد والتطرف واللإنسانية ..
أريد أن أشارك في بناء وطن أفضل ومستقبل أجمل لأولادي ولأهلي وناسي .. أريد أن أبني فكراً حراً وإنساناً حقيقياً ومواطناً نقياً من شوائب الديكتاتورية والقمع والاستبداد .. أريد أن يتوقف القتل والموت .. وأن تحل العدالة مكان الثأر والانتقام … وينطفئ الحقد ..أريد أن تحل المدارس والجامعات والمكتبات بدل معامل الأسلحة ومراكز تعليم التطرف وتغذية النزعات الطائفية والأحقاد ..
أريد أن يحل السلام في بلدي ليستطيع الجميع أن يعيشوا معاً كمواطنين أنقياء .. يحترم كل منهم الأخر المختلف بالدين والطائفة والرأي..
أريد أن أربي أولادي على الحرية والديمقراطية خارج صناديق الخوف من المعتقلات وتجار الأوطان وكمامي الأفواه … أريد لهم أن يفهموا أن الوطن فوق الجميع وأكبر من الجميع ولا يختزل بأشخاص ولا بمناصب وكراسي ..
أريد عندما يكبر أولادي ويسألوني ماذا فعلت لوطنك وبلدك وناسك في زمن العار والحرب أن لا يكون جوابي الصمت ، وأني قمت على الأقل بواجبي الإنساني وقلت رأيي بحرية واستخدمت قلمي لأدعو للسلام والاحترام والحب … !!!
فاذا كان ما أريده خطراً علي .. ويسبب لي الأذى .. وعلي أن أكسر قلمي وأعلن استسلامي وانتصار سلاح القتل والحقد ليدمر ما بقي من وطني وأحلامي خوفاً على نفسي .. فالأجدر بي أن ألملم حقيبتي وذكرياتي وطموحي وأرحل من هنا .. لأني لست أهلاً ولا أستحق ..
فثورتي هي ثورة حب وحياة وأمل .. ولن يطفئها خوف ولا ترهيب ولا حقد .. وستستمر …
05.02.2014